الخميس, 13 نوفمبر 2025

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

أحدث الاخبارهل كشف هجوم كروبي على خامنئي عن تصدّع سلطة الولي الفقيه؟

هل كشف هجوم كروبي على خامنئي عن تصدّع سلطة الولي الفقيه؟

الملا علی خامنئي-

موقع المجلس:
لم تعد الصراعات الداخلية في النظام الإيراني مجرّد تحليلات أو شائعات، بل تحوّلت إلى واقعٍ ملموس يُعرض على الملأ، سواء في وسائل الإعلام الرسمية أو تحت قبة البرلمان. فما يجري لم يعد خلافًا سياسيًا عابرًا، بل صراع بقاء داخل نظام تتهاوى أركانه. وجذر الأزمة يكمن في التآكل العميق لسلطة الولي الفقيه علي خامنئي، الذي فقد قدرته على ضبط التوازن بين أجنحة النظام المتناحرة.

انفجار الصراع داخل قمة الهرم الإيراني

المشهد السياسي الإيراني يعيش اليوم واحدة من أعنف مراحله، إذ تتصاعد “حرب الأجنحة” بشكل غير مسبوق نتيجة لتراجع نفوذ خامنئي وتراكم الإخفاقات الداخلية والإقليمية للنظام. هذه التحديات، إلى جانب الأوضاع المعيشية المتدهورة، فجّرت الصراع إلى العلن.

وقد تجلى هذا الانهيار في وضوح تام عندما خرج مهدي كروبي، أحد أبرز مؤسسي النظام والمقيم تحت الإقامة الجبرية منذ سنوات، عن صمته ليهاجم خامنئي مباشرة — وهو ما كان يُعد سابقًا من المحرمات المطلقة في الجمهورية الإسلامية.

زلزال كروبي: كسر التابوهات ومهاجمة رأس السلطة

عودة كروبي إلى واجهة الأحداث شكّلت منعطفًا حادًا في تاريخ الصراع الداخلي للنظام. فبدلًا من توجيه انتقاده للحكومة أو البرلمان، اختار هذه المرة مهاجمة المرشد الأعلى نفسه، محمّلًا إياه مسؤولية انهيار البلاد.

في لقائه الأخير، وجّه كروبي اتهامات صريحة لخامنئي بدعمه “التزوير والقمع” في انتخابات 2009، ووجه إليه انتقادًا لاذعًا عندما قال إن “من ادّعى البصيرة دمّر الاقتصاد والثقافة والأمن والأخلاق”.

كلماته لم تكن مجرّد اعتراض سياسي، بل شهادة من داخل النظام نفسه على فشل القيادة العليا. وعندما أشار إلى التدهور الاقتصادي قائلاً: “حين وُضعنا قيد الحصر كان الدولار بـ900 تومان، واليوم تجاوز 108 آلاف تومان”، قدّم دليلًا عمليًا على حجم الكارثة. السماح بتسريب مثل هذه التصريحات دون قمع أو رقابة صارمة يعكس ضعف قبضة “بيت المرشد” وتراجع هيبته داخل أجهزة الدولة.

البرلمان: ساحة لتصفية الحسابات

أشعلت جرأة كروبي تفاعلات جديدة داخل البرلمان الإيراني، الذي تحوّل من مؤسسة تشريعية إلى ميدان لتبادل الاتهامات. فقد ارتفعت أصوات بعض النواب مطالبة بمحاكمة الرئيس السابق حسن روحاني، في خطوة غير مسبوقة.

لم يكتف النواب بالنقد السياسي، بل رفعوا شعارات قاسية مثل “الموت لفريدون” (وهو الاسم الحقيقي لروحاني)، متهمين إياه بالخيانة في ملف الاتفاق النووي وبالفساد المالي. هذه الحملات ليست إلا محاولة من التيار المتشدد لتقديم خصومه ككبش فداء لانهيار النظام، وإثبات أنه لا حصانة لأحد حتى من رموز الحكم السابقة.

بيزشكيان بين العجز وهجوم “كيهان”

في خضم هذا الانقسام، تبدو حكومة مسعود بيزشكيان عاجزة عن الفعل، بل وتعترف صراحة بعجزها المالي. فقد أعلن الرئيس الإيراني أن الدولة “مفلسة وغير قادرة حتى على دفع الرواتب”، محمّلًا المسؤولية للسياسات السابقة.

لكن صحيفة “كيهان”، المقربة من خامنئي، شنّت عليه هجومًا قاسيًا بعنوان: “كفى شعارات! أنت المعني بعبارة يجب”. لم تدافع الصحيفة عن النظام، بل وجّهت سهامها لرئيسه، متهمةً إياه بالتردد والارتهان للغرب. هذا التناحر العلني بين رئاسة الجمهورية ودوائر المرشد يكشف عن انعدام الانسجام داخل هرم السلطة، وعن تفكك منظومة القرار السياسي في إيران.

النظام في مرحلة التآكل الذاتي

ما تشهده إيران اليوم يتجاوز وصف “حرب الذئاب”؛ إنه مشهد لانهيار تدريجي لنظام يلتهم نفسه من الداخل. فهجوم كروبي على خامنئي، ومطالبات البرلمان بمحاكمة روحاني، واعترافات بيزشكيان بالإفلاس، كلها دلائل على تصدع المركز وفقدان السيطرة.

لقد دخل النظام في مرحلة الخطر الوجودي، حيث يسعى كل جناح إلى النجاة على حساب الآخر، غير مدركين أنهم جميعًا يسرّعون من عملية الانهيار الشامل التي يبدو أنها باتت حتمية.

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.