الأربعاء, 19 نوفمبر 2025

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

أحدث الاخبارعشرة قنابل ذرية في إيران... هكذا قال رافاييل غروسي

عشرة قنابل ذرية في إيران… هكذا قال رافاييل غروسي

النووي الایراني-

کوالیس الیوم – د. سامي خاطر/ أكاديمي وأستاذ جامعي:
في أعقاب الضربات الأمريكية المدمّرة التي طالت المفاعلات النووية الإيرانية؛ اهتزّ المشهد الدولي بتصريح خطير من المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي مفاده أنّ إيران رغم الخسائر لا تزال تمتلك القدرة التقنية والكمّية على تصنيع ما يصل إلى عشر قنابل ذرية “وفقًا للمسار الحالي للبرنامج النووي الإيراني”.
هذا التصريح لم يكن مجرد رقم صادم بل بمثابة جرس إنذار للعالم بأنّ برنامج طهران النووي لم يُقضَ عليه بل دخل مرحلة جديدة أكثر غموضًا وخطورة حيث تتقاطع الإرادة السياسية للنظام مع طموح عسكري نووي قد يقلب موازين الأمن الإقليمي رأسًا على عقب.. الضربات الأخيرة وإن كانت موجعة لم تُنهِ الطموح النووي الإيراني بل ربما أطلقت العنان لمرحلة انتقام خفيّ عبر وكلاء إيران في المنطقة أو من خلال إعادة بناء البنية النووية تحت الأرض وبشكل أكثر تعقيدًا.. وفي خضم هذا المشهد المضطرب يجد المجتمع الدولي نفسه أمام سؤال مصيري: هل سيكتفي بالمراقبة أم سيتجه نحو فرض معادلة ردع شاملة تمنع طهران من استعادة زخمها النووي؟
العالم اليوم أمام لحظة فارقة بين احتواء الخطر أو الانزلاق إلى سباق تسلّح نووي إقليمي قد يشمل دولًا أخرى في الشرق الأوسط.. وإنّ تصريح غروسي لم يكن مجرّد تحذير تقني بل شهادة سياسية كبرى على أن “إيران ما بعد الضربات” قد تكون أخطر من إيران التي سبقتها.
أولًا: ما وراء التصريح
تقول بيانات الوكالة إنّ إيران راكمت أكثر من 400 كيلوجرام من اليورانيوم المخصَّب بنسبة تصل إلى 60% وهي نسبة تقترب كثيرًا من مستوى 90% اللازم لصناعة الأسلحة النووية، ووفق التقديرات الفنية فإن هذه الكمية كافية نظريًا لإنتاج ما يقارب عشر قنابل ذرية إذا ما رُفع التخصيب إلى الدرجة المطلوبة وجرى تحويل المادة إلى وقودٍ نووي قابل للاستخدام العسكري؛ لكنّ غروسي الذي جمع بين الصراحة والدقة لم يَقُل إنّ إيران قرّرت تصنيع السلاح بل شدّد على أنّ الوكالة “لا تملك دليلًا على وجود نشاطٍ منظمٍ لتصنيع قنبلة نووية”، ومع ذلك فإن ما قصده هو التحذير من “القدرة الكامنة” أي تلك المسافة القصيرة التي يمكن لإيران أن تقطعها إذا اتخذت قرارًا سياسيًا بعبور العتبة النووية.
ثانيًا: المفاعلات تحت النار
جاء تصريح غروسي بعد أسابيع من الضربات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية التي استهدفت مواقع نووية وصاروخية إيرانية في أصفهان ونطنز وآراك.. هذه الضربات لم تدمّر البنية الأساسية للبرنامج النووي بالكامل لكنها أضعفت بعض خطوط التخصيب، وأرسلت رسالة مفادها أن الغرب لن يقف مكتوف الأيدي أمام احتمال تحول إيران إلى قوة نووية فعلية.
على الرغم من تلك الحملات العسكرية إلا أنّ ما بدا بعد القصف كان أكثر خطورة من القصف ذاته.. فقد قيّدت طهران وصول المفتشين الدوليين إلى بعض المواقع الحساسة، وأوقفت العمل ببعض كاميرات المراقبة التابعة للوكالة في خطوة وُصفت بأنها “ردّ سيادي” لكنها عمليًا أدّت إلى فقدان الشفافية، وفتحت الباب أمام تقديراتٍ متناقضة عن حجم المخزون الحقيقي من اليورانيوم المخصّب ونسبة نقاوته.
ثالثًا: المعنى الحقيقي لـ “عشر قنابل”
يُخطئ كثير من المراقبين في فهم العبارة… فقول غروسي لا يعني أنّ إيران تملك قنابل جاهزة أو حتى تصميمًا نهائيًا للسلاح.. المسألة ببساطة تتعلق بـ “الكمية الكافية من المادة الانشطارية” التي تُعتبر المادة الخام الأساسية لأي برنامج تسلّح نووي.. لكنّ تحويل هذه المادة إلى سلاحٍ فاعل يتطلّب مراحل تقنية معقّدة:
• رفع التخصيب إلى نحو 90% وهي خطوة تُظهر نية صريحة لتصنيع السلاح النووي.
• تحويل المادة إلى وقود معدني نووي يمكن ضغطه في رأسٍ حربي.
• تطوير نظام تفجير وانضغاط دقيق، وهو ما يحتاج إلى خبرات متقدمة وتجارب تحت الأرض.
• تجهيز وسيلة إطلاق موثوقة..” صاروخ باليستي أو طائرة أو منصة أرضية”.
وهذه الخطوات وإن امتلكت إيران جزءًا منها فإن تنفيذها الكامل يتطلب قرارًا سياسيًا محفوفًا بالمخاطر وردود الفعل الدولية القاسية.
رابعًا: بين الردع والتهديد
إيران التي تنفي باستمرار نيتها امتلاك سلاح نووي تطرح سرديةً مغايرة مفادها أن برنامجها ذو طابعٍ “سلمي”، وأنّ الغرب هو من يستخدم فزّاعة القنبلة كذريعةٍ لفرض العقوبات والضغوط.. غير أنّ الواقع يقول إنّ القدرة التقنية باتت موجودة حتى وإن غابت النية المُعلنة.
هذه المعادلة “القدرة دون النية” تخلق ما يسميه الخبراء “الردع الكامن” أي أن الدولة لا تُعلن امتلاكها للسلاح لكنها تُلمّح إلى قدرتها على صنعه سريعًا.. وبهذا تُحافظ على ميزان قوةٍ رمزيّ دون أن تتورّط في خرقٍ رسمي لمعاهدة حظر الانتشار النووي.
خامسًا: السيناريوهات المستقبلية
1. السيناريو التصعيدي – عبور العتبة النووية
قد تختار إيران في ظل استمرار الضربات والضغوط، أن ترفع التخصيب إلى 90% لتُثبت “سيادتها العلمية”.. هذه الخطوة ستعني فعليًا أنها دخلت منطقة السلاح النووي، وساعتها من شبه المؤكد أن تشنّ إسرائيل أو الولايات المتحدة ضربة استباقية واسعة تستهدف تعطيل قدراتها النووية والعسكرية، وسيكون الرد الإيراني عبر أذرعها الإقليمية في لبنان واليمن والعراق ما يفتح الباب أمام حربٍ إقليمية شاملة تُغرق الشرق الأوسط في فوضى غير مسبوقة.. إلا أن هذا السيناريو رغم خطورته يظل الأقل احتمالًا على المدى القصير لأنّ القيادة الإيرانية تدرك أن عبور تلك العتبة يعني “كسر التوازن” وفتح بابٍ يصعب إغلاقه.
2. السيناريو التكتيكي – “الاقتراب دون الوصول”
وهو السيناريو الأكثر ترجيحًا بموجبه تواصل طهران تطوير برنامجها حتى حافة العتبة دون أن تتخطاها أي تبقي مستوى التخصيب عند 60–70% مع زيادة الكمية وتوسيع عدد أجهزة الطرد المركزي المتقدمة بذلك تضمن “قدرة ردعٍ نفسية” تُقلق خصومها وتجبرهم على التفاوض دون أن تمنحهم مبررًا قانونيًا أو عسكريًا لضربة شاملة، ويمنح هذا التكتيك إيران أوراق ضغط سياسية واقتصادية خاصة في أي مفاوضات محتملة حول رفع العقوبات أو إعادة إحياء الاتفاق النووي بنسخةٍ معدّلة.
3. السيناريو الدبلوماسي – العودة إلى طاولة المفاوضات
يُرجَّح أن تسعى بعض الدول الأوروبية وربما الصين وروسيا أيضاً إلى إحياء مسارٍ دبلوماسي جديد يهدف إلى وقف التخصيب عند مستوىٍ محدد مقابل رفع تدريجي للعقوبات.. ويُرجّح أن تُربط هذه العملية بآلية رقابة مشدّدة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وربما بإشرافٍ مباشر من مجلس الأمن.. لكنّ نجاح هذا السيناريو يتوقف على أمرين: إرادة سياسية حقيقية في طهران، وتراجع الخطاب التصعيدي في واشنطن وتل أبيب.. فبدون ذلك ستبقى المفاوضات مجرد استراحة قصيرة بين جولات التصعيد.
4. السيناريو المجهول – انهيار المراقبة الدولية
إذا استمر تعطيل التعاون بين إيران والوكالة الدولية، وانسحبت فرق التفتيش نهائيًا فسنكون أمام “ظلامٍ رقابي”.. عندها لن تعرف أي جهةٍ دولية حجم المخزون الحقيقي أو مستوى التخصيب.. وهذا أخطر الاحتمالات ذلك لأنه يفتح الباب أمام الشكوك المتبادلة والضربات الاستباقية المبنية على تقديراتٍ استخباراتية لا على وقائع ميدانية.. وسيكون هذا السيناريو بمثابة “السير الأعمى نحو الهاوية”.
سادسًا: الرسائل الخفية في كلام غروسي
رغم نبرة التحذير فإنّ غروسي أراد أن يُذكّر العالم بأنّ الوقت لم ينفد بعد؛ فامتلاك قدرةٍ كامنة لا يعني بالضرورة الوصول إلى القنبلة بل قد يكون التحذير رسالة موجهة إلى الأطراف جميعًا: إلى إيران بأن تتعاون أكثر قبل أن تُعزل دوليًا، وإلى الغرب بأن يعتمد الدبلوماسية لا القنابل لحلّ الأزمة.. وغروسي الدبلوماسي الذي خبر المفاوضات الشاقة يدرك أنّ إيران حين تُحاصر تُخفي وحين تُدمَّر منشآتها تُعيد البناء بسريةٍ أكبر.. لذلك فإنّ الحل العسكري قد يكون تأجيلًا للأزمة لا نهايتها.
سابعًا: ما الذي ينتظر المنطقة؟
الأرجح أنّ الشرق الأوسط يدخل مرحلة ردعٍ غير معلن تتوازن فيها القوى على شفير الخطر، وإيران لن تتخلى بسهولة عن مكاسبها النووية، والغرب لن يقبل بواقعٍ نووي جديد في المنطقة، وفي غياب اتفاقٍ شامل ستبقى المنطقة رهينة الاحتمالات:
• صراع استخباراتي تحت الأرض.
• هجمات سيبرانية متبادلة على المنشآت النووية.
• سباق تسلّحٍ نووي غير مباشر تسعى فيه دولٌ عربية وتركيا لامتلاك برامج سلمية متقدمة تحسبًا للمستقبل.
ثامنًا: الخاتمة – بين الوهم والحقيقة
إنّ عبارة “عشر قنابل ذرّية” ليست مجرّد رقمٍ مرعب فحسب بل أيضاً مرآةٌ لواقعٍ أكثر تعقيدًا: واقع دولة تمتلك المعرفة والقدرة لكنها ما تزال تتردّد أمام قرارٍ مصيريّ يغيّر ملامح الشرق الأوسط لعقود قادمة.
التهديد الحقيقي لا يكمن في عدد الكيلوجرامات المخصّبة وليس في غياب الثقة والشفافية بل في وجود نظام طاغوتي دكتاتوري يحكم إيران ومجتمع دولي يسترضي ويهادن ويساوم ويتستر على جرائم هذا النظام ضد شعبه ودول وشعوب المنطقة، وما لم يتخلى المجتمع الدولي عن سياسة الكيل بمكيالين هذه ويخطو بخطى صادقة وجريئة نحو الحل الوحيد الممكن وهو دعم نضال الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية من أجل إسقاط نظام الملالي الحاكم في إيران.. دعم حق الشعب الإيراني في إقامة جمهورية ديمقراطية غير نووية تحترم جميع مواطنيها وتتعايش مع جوارها والعالم وفق مبادئ السلم والوفاق العالمي.. لا حل غير ذلك وهو ما طرحته السيدة مريم رجوي زعيمة المقاومة الإيرانية في خيار الحل الثالث.. وكذلك برنامج المواد العشر.. غير ذلك سيجد العالم وفي مقدمته منطقة الشرق الأوسط أمام جحيم سيدفع الجميع ثمنه وثمن المسكوت عنه منذ عقود.
د. سامي خاطر/ أكاديمي وأستاذ جامعي

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.