موقع المجلس:
في مقال رأي حاد نشره موقع تاون هول، انتقد ستروان ستيفنسون، المنسق لحملة التغيير في إيران، ما وصفه بالصمت المطبق من قبل المجتمع الدولي تجاه “فورة الإعدامات” التي ينفذها النظام الإيراني. ويجادل ستيفنسون بأن انشغال العالم بأزمات أخرى مثل غزة وأوكرانيا قد أتاح للنظام غطاءً لتنفيذ واحدة من أكثر حملات القتل وحشية في التاريخ الحديث، داعياً الغرب إلى التخلي عن صمته الذي يصل إلى حد التواطؤ واتخاذ إجراءات حازمة فوراً.
آلة الموت الإيرانية تعمل بأقصى طاقتها بينما ينظر الغرب بعيدًا
نقلاً عن تاون هول – يبدأ ستروان ستيفنسون مقاله بالإشارة إلى أن آلة الموت الإيرانية تعمل بأقصى طاقتها مرة أخرى، بينما يواصل الغرب تجاهل الأمر. ويتساءل عما إذا كان تركيز العالم على غزة وأوكرانيا هو السبب في أن لا أحد يلتفت إلى ما يجري في إيران، حيث ينفذ الحكام بهدوء واحدة من أفظع حملات القتل في التاريخ الحديث ويفلتون من العقاب.
أرقام مروعة وصمت عالمي
يقدم المقال إحصائيات صادمة، مشيراً إلى أنه في غضون 14 شهرًا ونصف فقط، تحت رئاسة مسعود بزشكيان، أعدم النظام الإيراني أكثر من 2000 شخص، أي بمعدل يقارب خمس عمليات إعدام يوميًا. تتم هذه الإعدامات شنقًا، غالبًا في الخفاء ودون محاكمة عادلة، وأحيانًا لا لشيء سوى المعارضة السياسية. ورغم ذلك، لا يقدم العالم، الذي يبدو مخدرًا أو مشتتًا، سوى همسات استنكار خجولة. ويتساءل الكاتب: “أين الغضب؟ أين القرارات؟ أين العقوبات؟ أين العمود الفقري الأخلاقي؟”
صرخة من خلف القضبان
في عمل جريء من أعمال التحدي، بدأ 1500 سجين في الوحدة الثانية من سجن قزل حصار سيئ السمعة إضرابًا جماعيًا عن الطعام، وهم يهتفون “لا للإعدام” في ممرات الموت. وكان رد سلطات السجن قاسيًا، حيث هددت بقطع الطعام والإمدادات، واستخدمت الحبس الانفرادي كسلاح، واستمرت في تنفيذ الإعدامات، بينما يكرر القضاء الإيراني أكاذيبه حول “مجرمين عنيفين للغاية” و”عدالة إلهية”. في الواقع، معظم الضحايا هم من السجناء السياسيين الشباب والأقليات العرقية، وحتى النساء، حيث تم إعدام 39 امرأة هذا العام وحده.
1500 محكوم عليهم بالإعدام في قزلحصار يواصلون إضرابهم عن الطعام لليوم الخامس رغم تهديدات الجلادين
المضربون يوجهون نداءً للشعب في بيان بعنوان “وصية سجناء قزلحصار” للمطالبة بالدعم
النظام الديني الديكتاتوري في مأزق مميت ولا يمكنه التخلي عن الإعدام، لذا يلجأ إلى التشويش على هواتف السجناء لتعطيل شرائحهم ومنع نشر أخبار الإضراب
إرهاب الدولة المنهجي
يشير المقال إلى أن وكالة أنباء فارس التابعة لـحرس النظام الإيراني دعت علنًا في 7 يوليو 2025 إلى تكرار مجزرة صیف عام 1988، عندما تم إعدام 30 ألف سجين سياسي بدم بارد. وقد مرت هذه الدعوة المروعة دون رد فعل يذكر من المجتمع الدولي. ووفقًا لـالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ، تم تنفيذ 170 عملية إعدام في 22 يومًا فقط الشهر الماضي، أي بمعدل إعدام واحد كل ثلاث ساعات. ومن بين أحدث الضحايا 17 سجينًا سياسيًا، حُكم عليهم بالإعدام بزعم انتمائهم لـمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية ، بالإضافة إلى بهروز إحساني ومهدي حسني اللذين تم شنقهما في 27 يوليو بنفس التهمة.
دعوة للعمل بدلاً من الإدانة
ينتقد ستيفنسون بشدة رفض الغرب اتخاذ إجراءات حقيقية، واصفًا بيانات الإدانة الحذرة بأنها “تخلٍ عن المسؤولية” وليست عملاً. ويستشهد بالنداء القوي الذي وجهته السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في مؤتمر دولي في لندن في 11 أكتوبر: “اجعلوا علاقاتكم مع هذا النظام مشروطة بوقف فوري للإعدامات”. ويصف الكاتب استمرار بعض الدبلوماسيين الغربيين في التعامل مع طهران بأنه “وهم”، مؤكدًا أن النظام الإيراني لا يُصلح، بل يقمع؛ ولا يتفاوض بحسن نية، بل يتلاعب.
ويختتم الكاتب مقاله بدعوة عاجلة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والأمم المتحدة للتحرك الآن من خلال فرض عقوبات مستهدفة، وطرد السفراء، وتجميد الأصول، وإجراء تحقيقات دولية. ويؤكد أن “الصمت في هذه اللحظة هو تواطؤ. والتاريخ لن يكون رحيمًا مع أولئك الذين وقفوا متفرجين بينما كان حبل المشنقة يضيق حول أعناق الأبرياء”.








