صورة للمجاعة في قطاع غزة
الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
من دون أي مبالغة يمکن القول وبإطمئنان وثقة بالغة بأن يوم ال13 من أکتوبر2025، حيث عقد إجتماع شرم الشيخ الذي أعلن نهاية الحرب في غزة وأرسى لمستقبل واعد ليس فيها وإنما في المنطقة کلها، کان أسوأ وأخطر يوم قد مر على نظام الملالي.
ماجرى في شرم الشيخ ذلك اليوم، کان وبحق بمثابة تشييع جنازة مشروع نظام الملالي في المنطقة الى مثواه الاخير، وحتى إن ردود الفعل الحذرة جدا التي صدرت من قادة النظام ولاسيما وهم يرون بأم أعينهم کيف إن شعوب ودول المنطقة قد رحبت أيما ترحيب بهذا الاجتماع وما قد صدر عنه، ولذلك فإنهم وجدوا بأن عکسهم لردود فعل سلبية تجاه هذا التطور غير العادي سوف يزيد من مستوى قبح وبشاعة منظرهم أمام المنطقة والعالم ولذلك فإنهم إضطروا رغما عنهم وعلى مضض من مراعاة ذلك.
لکن، في الحقيقة فإن هذا التطور کان من القوة بحيث لم يتمکن النظام من إلتزام الصمت تجاهه، ولکن ليس بإتجاه إعلان رفض ما صدر عن الاجتماع أو مجابهته، وإنما على مستوى الداخل الايراني حيث إن النظام کان ولازال وسيبقى يرى في الشعب ومقاومته الوطنية العدو الاساسي له، ومن هنا جاءت التصريحات الصادرة عن الملا غلام محسن إيجەئي، رئيس السلطة القضائية للنظام، في 13 أكتوبر 2025، أي نفس يوم إجتماع شرم الشيخ، حيث قال وقد بان الرعب على کلامه بأن:” إحدى قضايانا الرئيسية والمهمة اليوم هي قضية معيشة الناس واقتصادهم… إحدى قضايانا المهمة اليوم هي قضية الأمن. إنهم يبذلون جهودا استثنائية للإخلال باستقرار الناس، ويجب أن نكون حذرين للغاية. إنهم يحاولون تقويض انسجامنا ووحدتنا… يريدون إثارة الفتن”!
الملا إيجەئي، وکذلك قادة النظام، يعلمون جيدا بأن نهاية مشروع النظام في المنطقة وما جرى ويجري على صعيد الملف النووي لهم، يعني بأن الخطر سيحدق بهم إذ لم تعد هناك جبهات خارج حدودهم ليقاتلوا فيها أعدائهم کما أکدوا على ذلك مرارا، وإن عليهم أن يستعدوا للقاتل في شوارع وأزقة طهران والمدن الايرانية الاخرى ضد الشعب والمقاومة الايرانية، وهذا ما يبدو واضحا في سياق تصريحات هذا الملا عندما أضاف محذرا:” إنهم يحاولون حرف أذهان الناس عن جرائم العدو الحقيقي وتوجيهها نحو بعض القضايا الداخلية… علينا أن نكون حذرين للغاية حتى لا نلعب، لا سمح الله، في الملعب الذي يحدده العدو… إنهم يريدون الآن إثارة الفتن، وهذه الفتن تحتاج إلى اليقظة والتوضيح”، وقطعا فإن معظم المٶشرات تدل على إن هذا النظام يسير نحو نهايته وإن تصريحات الملا إيجەئي المتزامنة مع إجتماع شرم الشيخ لم تکن مجرد صدفة بل وحتى إنها تعکس الحقيقة والواقع فيما ينتظر نظام الملالي من مستقبل مجهول.








