لقاء خامنئي مع قیادات حماس
صوت العراق – محمد حسين المياحي:
کثيرة ومختلفة الاحداث والتطورات التي فضحت النظام الايراني وکشفت عن حقيقته البشعة، لکن لايبدو أن أيا منها کان کما جرى مع قمة شرم الشيخ التي وضعت نهاية إيجابية للحرب الدموية العبثية في غزة، إذ أنه إضافة الى جعله النظام الايراني يخرج من المولد من دون حمص، فقد جعلت العالم کله يعرف کيف إن هذا النظام کان يتاجر على حساب القضية الفلسطينية وعلى حساب دماء أبناء الشعب الفلسطيني.
والمثير في الامر، إنه وفي الوقت الذي کانت فيه جميع دول المنطقة تشعر بموجة من فرح غامر غير مسبوق والترحيب غير المسبوق بالتطورات التي أعقبت وقف إطلاق النار وقمة السلام في شرم الشيخ، كان الطرف الوحيد الذي يتابع هذه الأحداث بقلق شديد هو النظام الايراني الذي کان مع إشتعال حرب غزة في 7 أکتوبر2023، کان يعمل جاهدا من أجل إبقائها مستعرة ويسعى من أجل إستمرارها والتأکيد على إنه مهما يحدث من قتل ودمار وإبادة فإن هذه الحرب يجب أن تستمر، وکان هدفه من وراء ذلك الحسابات التي بناها على أساس هذه الحرب ولکن خابت ظنونه وفشلت حساباته.
وتبدو خيبة النظام الايراني کبيرة وواضحة جدا عندما کتبت صحيفة”جمهوري اسلامي” الحکومية مقالا تحت عنوان”هل كان لهذا الطوفان فائز؟”:”الحقيقة هي أنه خلافا للعديد من التحليلات والآراء، كانت عملية طوفان الأقصى خطأ. إن خروج سوريا وابتلاعها من قبل أمريكا وإسرائيل هو أحد أكبر الخسائر التي خلفتها أحداث العامين الماضيين. كما أن نفوذ إسرائيل في جنوب لبنان هو من التداعيات المباشرة لعملية طوفان الأقصى. وجزء مهم آخر من الخسائر التي لحقت بلبنان هو وصول حكومة تابعة لأمريكا ومتوافقة مع إسرائيل إلى السلطة في لبنان”، والحقيقة إنها إعترافات بهزيمة لمشروع النظام الايراني في المنطقة بل وحتى إعتراف بنهاية إثارة الحروب والازمات في المنطقة وفشلها الذريع وإفتضاح الدور المشبوه لهذا النظام.
لکن الانکى من ذلك هو الاعتراف بعبثية تدخل النظام الايراني وإقحامه نفسه قسرا في الصراع العربي ـ الاسرائيلي وبهذا الصدد، فقد کتبت صحيفة”ستارە صبح” الحکومية أيضا مقالا تحت عنوان”شرق أوسط جديد ضد إيران”، ويبدو من خلال ما جاء فيه إعتراف بأن حسابات النظام في المنطقة وتدخلاته وإثارته الحروب فيها من أجل تحقيق أهدافه ومآربه کانت خاطئة جملة وتفصيلا ولم تحصد سوى الخيبة والفشل عندما کتبت تقول:” لقد كان الصراع الممتد لـ 77 عاما بين العرب وإسرائيل صراعا عبريا-عربيا-غربيا، وكان دخول إيران بعد انسحاب الدول العربية من هذا الصراع خطأ ومكلفا. الآن، لا توجد دولة عربية واحدة مستعدة لدعم حماس وحزب الله، بل إنهم يدعمون بقوة خطة دونالد ترامب للسلام المكونة من 20 نقطة، وحتى حماس نفسها قدمت الشكر والتقدير لترامب”، ماذا يعني هذا؟ إنه تأکيد على إن ما کان يفعله ويقوم به النظام الايراني طوال أکثر من 4 عقود لم يکن إلا مجرد طاحونة موت عبثية تدور في وقت کان قادة النظام الايراني يرقصون طربا على الدماء المراقة والدمار الجاري، وهم في النتيجة سيدفعون ثمن ذلك والثمن سيکون أمام الشعب الايراني قبل غيره!








