صور لشهداء مجزرة صیف عام 1988في ایران
الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
خلال العقود الثلاثة المنصرمة، واجه ويواجه نظام الملالي تحديات وتهديدات مختلفة بسبب من برنامجه النووي المشبوه وکذلك بسبب من مشروع تدخلاته في المنطقة وإثارته للحروب والازمات فيها، لکن من الواضح وعلى الرغم من الضربات العنيفة التي تلقاها من جراء ذلك، لکنه لازال لا يجد في ذلك التحديين الخطر الذي يجده ويلمسه في ملف إنتهاکات حقوق الانسان والتهديد الجدي الذي يمثله للنظام.
منذ تأسيسه، وضع مٶسس النظام الکهنوتي، خميني ومن بعده الملا خامنئي، نصب أعينهما الخطر والتهديد الذي يمثله تعلق الشعب الايراني وتمسکه بالحرية، ولاسيما وإنهما لاحظا کيف إن هذا الشعب أطاح بسلفهم نظام الشاه من جراء رفضه لدکتاتوريته المقيتة، ومن هنا فإنهما قد بذلا کل ما بوسعهما من أجل مصادرة حرية الشعب الايراني لأنها تقف بوجه بقاء وإستمرار نظامهم.
الممارسات القمعية الوحشية التي أسس لها نظام الملالي منذ بداياته وحرص على جعلها أقسى وأعنف وأکثر دموية مع مرور الايام، کشفت في الواقع عن المعدن اللاإنساني الردئ له وأثبتت حقيقة إنه لا يمکن في يوم من الايام أن يصبح نظاما يمکن الرکون والإطمئنان إليه، ومن هنا کان تأکيد المقاومة الايرانية على إستحالة أن تتمکن سياسة الاسترضاء من جعل هذا النظام يندمج مع المجتمع الدولي ويتقبل مفاهيمه وقوانينه وقيمه.
الممارسات القمعية لهذا النظام من أجل ترهيب الشعب وجعله ينأى بنفسه عن مواجهته ولاسيما الاعدامات التي تمادى بها النظام کثيرا عندما قام بتنفيذها بصورة بالغة الوحشية أمام الملأ وفي الاماکن العامة، جرت في وقت صار العالم يميل فيه لنبذ حکم الاعدام ومناهضته والدعوة الى إلغائه، وفي وقت يسهد فيه العالم تزايدا ملحوظا في عدد الدول التي ترفض هذا الحکم الدموي وتقوم بإلغائه، فإن نظام الملالي يصر على التمسك به وهو ما يدل على إنه يعلم جيدا بأن تخليه عن القمع والاعدامات يعني نهايته لأنه قد أقام رکائزه على جثث وجماجم ضحاياه.
للکن لايبدو إن الامر سهل بهذا الدرجة لهذا النظام کي يتصرف کما يحلو له ويغرد خارج سرب الانسانية،ذلك إنه وفي تحرك دولي واسع لدعم حقوق الإنسان في إيران، شهدت قاعة “تشيرتش هاوس” التاريخية في لندن يوم 11 أكتوبر مؤتمرا بارزا ضمن فعاليات الأسبوع العالمي لمناهضة الإعدام. خلال المؤتمر، تم الإعلان عن بيان وقعه أكثر من 520 شخصية سياسية مرموقة، من بينهم برلمانيون، ووزراء سابقون، ورجال قانون من مختلف أنحاء العالم، تحت عنوان “لا للإعدام، لا للإفلات من العقاب لمرتكبي مجزرة صیف عام 1988 في إيران“.
وقد دعا المشاركون في المؤتمر، الذي استهل بكلمة للرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، إلى محاكمة خامنئي وقادة النظام بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية، وطالبوا بضرورة الإدراج الفوري لـحرس النظام الإيراني على قوائم الإرهاب واتخاذ إجراءات دولية عاجلة لوقف موجة الإعدامات المتصاعدة.
وأكد جون بيركو، الرئيس السابق لمجلس العموم البريطاني، أن الدعم للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بريطانيا هو دعم عابر للأحزاب، ووصفه بأنه “أحد أبرز الحملات المنظمة”. وفي معرض حديثه عن البديل وشكل الحكومة المستقبلية في إيران، قال بيركو بوضوح: “جوابنا واضح: لا لنظام الشاه ولا لنظام الملالي؛ لا للاستبداد، سواء كان استبداد الشاه أو الملالي. ما نريده هو الحرية والديمقراطية والعدالة وسيادة القانون والمساواة بين الجنسين وجمهورية غير نووية وفصل الدين عن الدولة والتعددية السياسية”. وشدد على أن “التحالف الديمقراطي المستلهم من قيادة مريم رجوي هو البديل الواضح للاستبداد ويجب دعمه”.








