احمد الدليمي : للوهلة الأولى أعتقدنا أن معسكر ليبرتي الذي أطلق عليه الغزاة الأمريكان هذه التسمية بأنه سيكون و خاصة بعد أن أصبح تحت سيطرة الحكومة العراقية التي يقودها العديد من الشخصيات المنتمية الى أحزاب كانت تنادي بحقوق الأنسان و تشكو من الدكتاتورية و كبت الحريات و تعمل على تحقيق الديمقراطية عندما كانوا في صفوف المعارضة ..
أعتقدنا بأنه سيكون نموذجا و شمسا ساطعة للحرية و الديمقراطية و تحترم فيه كل مبادئ حقوق الأنسان على أقل تقدير في منطقتنا العربية .. و استبشرنا خيرا عندما جرى اتفاق بين الحكومة العراقية و الأمم المتحدة وبرعاية أمريكية على نقل سكان مدينة أشرف الذين يعانون من الأضطهاد و سلب الحريات و يعانون من سؤ المعاملة و يعيشون تحت حصار صارم و شديد و تعرضوا الى مذبحتين منذ أوائل عام 2009 و لحد الان راح ضحيتهما عشرات القتلى و مئات الجرحى .. و لكن بعد نقل أكثر من نصف سكان أشرف البالغ عددهم حوالي 3400 شخص من بينهم أكثر من 1000 أمرأة , تبين أن لا وجود معنى لأسم هذا المعسكر في داخله .. بل هو عبارة عن سجن قبيح لا يتسع حتى للموجودين فيه حاليا و يفتقر الى أبسط المستلزمات الأنسانية على عكس الاتفاق المذكور و الذي لم يؤخذ فيه أساسا رأيا لسكان أشرف بل فرض عليهم بالقوة , و بعد مناشدة من السيدة مريم رجوي لسكان أشرف بأن يقبلوا بالانتقال الى ليبرتي بعد أن قدمت لها الوعود و التعهدات من جانب الأمم المتحدة و أمريكا الضامنة على هذا الاتفاق .. و على هذا الاساس و بسبب اخلال الجانب العراقي بتعهداته و التزاماته بموجب الاتفاق و التراجع عنها فأن السكان الذين لا زالوا في اشرف رفضوا الانتقال الى ليبرتي إلا بعد أن تفي الحكومة ببعض تعهداتها وهي توفير بعض المستلزمات البسيطة و التي تعين هؤلاء على تحمل حرارة الصيف و قساوة الحياة في هذا المكان الذي يعتبر سجنا يراد منه اذلال هؤلاء الذين يبحثون عن الحرية و يعملون من أجلها .
و من المخزي أن تصرح وزيرة الخارجية الامريكية و بكل صفاقة و بدلا من دعوة الحكومة العراقية بالأيفاء بالتزاماتها الواردة بالاتفاق المذكور.. تطلب من سكان أشرف الانتقال فورا الى ليبرتي و إلا سوف لن يرفع أسم منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب و هذا يعني أن السيدة كلينتون ترفض تنفيذ حكم صدر من أحد المحاكم الامريكية تدعوا فيه وزارة الخارجية الامريكية برفع اسم منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب و خلال فترة حددت لها و بخلافه سيعتبر القرار نافذا أعتبارا من تاريخ انتهاء الفترة المحددة للوزرارة .. و هذا يعني ايضا أعطاء الضؤ الاخضر الى الحكومة العراقية بالتعامل الذي تراه مناسبا لنقل ما تبقى من سكان أشرف و حشرهم في سجن جديد أسمه ليبرتي و بكل الوسائل ومنها استخدام القوة , و أن دل هذا على شيء فأنه يدل بشكل قاطع لا لبس فيه أن هناك غزلا و تفاهما خفيا بين نظام طهران و الادارة الامريكية على التغاضي عما يعانيه هؤلاء السكان من جرائم أنسانية بحق سكان أشرف و أطلاق يد عملاء النظام الايراني و مخابراته التي تقود القوات الامنية التي تطوق معسكر ليبرتي و أشرف في فرض حصار شامل عليهم و أرتكاب جرائم جديدة بحقهم و الاعتداءات على السكان و التي لا مبرر لها بالاضافة الى فرض حصار شديد حتى أصبحت الحياة في ليبرتي و أشرف لا تطاق ..
فأين الحرية يا دعاة الحرية .. ألم تحتلوا بلدا و تقتلوا و تشردوا شعبه من أجل هذه الشعارات البراقة ؟؟