الخميس, 13 نوفمبر 2025

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

أحدث الاخبارانتفاضة 2022 و قوة المرأة الإيرانية الدافعة للتغيير

انتفاضة 2022 و قوة المرأة الإيرانية الدافعة للتغيير

مظاهرات في ایران-آرشیف

موقع المجلس:
تحمل انتفاضة عام 2022 في إيران بين طياتها فصلًا استثنائيًا من فصول التاريخ الحديث للبلاد، فصلًا تُسطّره النساء والفتيات الإيرانيات بدمائهن وشجاعتهن. فكل صورة ووثيقة من تلك الأيام الملتهبة تُعيد إلى الأذهان مشاهد لا تُنسى من بطولة المرأة الإيرانية التي واجهت قوات القمع المدججة بالسلاح بصدور عارية، وإرادة لا تلين.

تحمل انتفاضة عام 2022 في إيران بين طياتها فصلًا استثنائيًا

مناضلات مجاهدي خلق في احد المعارک مع نظام الملالي-

لقد تحوّل حضور النساء في ساحات النضال إلى رمز للمقاومة والكرامة الوطنية، وانتشرت صورهن حول العالم حتى غدت مفردات مثل “الشجاعة” و”البطولة الفائقة” مقترنة تلقائيًا بعبارة “المرأة الإيرانية”. وأجمع المراقبون، رغم اختلاف مواقفهم السياسية، على أن النساء كنّ في طليعة الانتفاضة، وهنّ من أضفين عليها روحها الثورية وأشعلن فتيلها.

تحطيم الصور النمطية عن المرأة الإيرانية

لم يكن دور المرأة في انتفاضة 2022 مجرّد مشاركة رمزية، بل نسفًا جذريًا للصورة النمطية التي حاول النظام الإيراني ترسيخها لعقود. فقد سعت الجهات الموالية للرجعية إلى حصر القضية النسوية في إيران ضمن إطار الحجاب الإجباري فقط، لتبدو المشكلة وكأنها صراع على المظهر لا على جوهر الحرية والعدالة.

لكنّ المرأة الإيرانية في الميدان قدّمت تعريفًا جديدًا للنضال، يتجاوز الرمز إلى جوهر القمع السياسي والاجتماعي. فالقضية الحقيقية، كما أكدت الانتفاضة، هي رفض منظومة الحكم الاستبدادية القائمة على ولاية الفقيه، وما تفرزه من انتهاكات منهجية: القتل الجماعي للسجناء السياسيين، التمييز ضد الأقليات، انهيار الاقتصاد، تدمير البنية الاجتماعية، وانتهاك كرامة المرأة باسم الدين والقانون.

صورة جديدة للمرأة في الحياة العامة

قدّمت النساء الإيرانيات خلال الانتفاضة نموذجًا مغايرًا للقيادة والتحرّر. لم تعد المرأة الإيرانية تُطالب بالمساواة فقط، بل تجسّد مفهوم القيادة الجماعية في الشارع والسياسة والفكر، لتؤكد أن الحرية ليست مطلبًا فرديًا، بل رؤية مجتمعية لمستقبل جديد.

وقد دفعت الكثيرات ثمنًا باهظًا لمواقفهن، فاستشهدت عشرات منهنّ برصاص القوات الأمنية، وسُجن آلاف أخريات ضمن نحو 30 ألف معتقل سياسي في سجون النظام، حيث تعرضن لأبشع أشكال التعذيب والإهانة.

في 25 نوفمبر 2022، نشرت لجنة المرأة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قائمة تضم أسماء 80 امرأة وفتاة استشهدن خلال الانتفاضة حتى يومها المئة والأربعين، في شهادة دامغة على عمق تضحيات النساء ودورهن المركزي في الحركة الثورية.

كوكبة من الأسماء الخالدة

تحوّلت أسماء مثل مهسا (جينا) أميني، نيكا شاكرمي، غزالة جلاوي، حديث نجفي، آيلار حقي، وآيدا رستمي إلى رموز وطنية تتردد على الألسنة، وتُخلّدها الذاكرة الجمعية للإيرانيين والعالم. كل اسم من هذه الأسماء يحكي قصة مقاومة وصمود، وكل شهيدة منهنّ تمثّل فصلًا من فصول الثورة النسائية في وجه الظلم.

تتوهج في سماء إيران كوكبة من الأسماء: شيده، سبيده، كيميا، فاطمة، مريم، سها، زهرا، ناهيد، دريا، نسرين، ستاره، مينو… وغيرهن كثيرات، كلهنّ نجوم مضيئة في ليل القمع الطويل، يبعثن في النفوس الأمل والثقة بقدرة الشعب الإيراني على الانتصار.

دماء أنبتت مقاومة

لم تكن تضحيات هؤلاء النسوة عبثًا، فقد وجدت صداها في الداخل والخارج على حد سواء. ففي الذكرى السنوية الأولى للانتفاضة، أصدرت أكثر من 1000 امرأة من مختلف دول العالم بيانًا تضامنيًا مع نساء إيران، كتبن فيه:

“أمام وحشية نظام الملالي، شاهد العالم شجاعة النساء الإيرانيات وجرأتهن، وهن يواجهن الرصاص بأيدٍ عارية وقلوب مليئة بالإيمان بالحرية، مرددات: سواء بالحجاب أو بدونه، إلى الأمام نحو الثورة”.

هذا التضامن العالمي أعاد التأكيد على أن قضية المرأة الإيرانية ليست قضية محلية فحسب، بل رمز إنساني عالمي لمقاومة الاستبداد.

جذور تاريخية للنضال النسوي الإيراني

إن شجاعة النساء في 2022 لم تكن وليدة لحظة، بل امتدادًا لتاريخ طويل من المقاومة النسوية ضد الديكتاتوريات المتعاقبة، سواء الملكية أو الدينية. وقد عبّرت السيدة مريم رجوي عن هذا المعنى بقولها:

“إن فيكنّ قوة كامنة جعلت من المرأة الإيرانية الطاقة القادرة على إسقاط نظام الملالي. إن المجتمع الإيراني يضم توقًا عميقًا للتغيير، وإن هذه القوة الثورية تتجسد فيكنّ أنتنّ، باعتباركنّ طليعة النضال وقوة التغيير في إيران.”

المرأة الإيرانية… طليعة الثورة القادمة

إن النساء والفتيات الإيرانيات اللاتي قدن انتفاضة 2022 لسن مجرّد رموز بطولية، بل هنّ القوة الفاعلة والمحركة لمسار التحرير الوطني. فدماؤهن لم تجفّ بعد، لكنها أنبتت مقاومة متجددة تُلهم الأجيال القادمة وتفتح الطريق نحو إيران حرة، ديمقراطية، ومساواة حقيقية بين الجنسين.

وفي ذكراهن، يقسم الإيرانيون أن تظل أسماؤهن حيّة في الذاكرة الجماعية، حتى تشرق ابتسامة النصر على وجوه الأمهات الثكالى، وتتحقق رسالة الانتفاضة التي خطتها النساء بدمائهن:

“لن نستسلم حتى نرى فجر الحرية في إيران.”

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.