صورة للاحتجاجات الیومیة في ایران-
الحوار المتمدن- سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
تصرف القادة والمسٶولون في نظام الملالي في إيران ولاسيما الملا خامنئي بصورة وطريقة إعتقدوا فيها إنهم الاذکى من المجتمع الدولي في سعيهم من أجل تحقيق أهدافهم ومن إنهم يملکون القدرة والامکانية الکافية في المکر والخداع، ولم يدر بخلدهم أبدا بأنهم في النتيجة سوف يواجهون وضعا بالغ الصعوبة بحيث يسلبهم قدرة المناورة والمراوغة ويجعلهم في مواجهة شر أعمالهم کما يجري حاليا على وجه التحديد.
نظام الملالي ومن خلال التعتنت والعناد في الاستجابة للمطالب الدولية ومحاولة اللف والدوران على حساب الحقيقة من أجل کسب الوقت لفتح ثغرة أو مجال ما يتمکنون من خلاله إنقاذ مساعيهم المشبوهة لحيازة السلاح النووي، ومن إنهم قد يتمکنون من الحيلولة دون تفعيل آلية الزناد وإعادة فرض العقوبات الدولية مرة أخرى، أصيبوا بصدمة کبيرة عندما إصطدموا بجدار رفض منيع لمحاولاتهم، لکن الأسوأ من ذلك لم يتصوروا بأن تکون الآثار والانعکاسات لتفعيل آلية الزناد بتلك القوة والفعالية على أوضاع النظام.
بعد تفعيل آلية الزناد وإعادة فرض العقوبات الدولية على نظام الملالي، فقد تلقى تلقى الاقتصاد الإيراني الهش موجة صدمة جديدة يوم الأربعاء، 1 أكتوبر، عندما قفز سعر صرف الدولار الأمريكي إلى 114,200 تومان، وتجاوز اليورو 134,160 تومانا، محطما أرقاما قياسية جديدة. كما ارتفع سعر الدولار الكندي إلى 83,820 تومانا، ووصل الدرهم الإماراتي إلى 31,350 تومانا، مما أدى إلى تآكل القوة الشرائية للريال وتعميق أزمة غلاء المعيشة الحرجة التي تواجهها الأسر الإيرانية.
وبحسب تقارير دولية تتابع الوضع الاقتصادي لنظام الملالي، فإن المنتقدون يرون أن الانخفاض السريع في قيمة عملة الإيراني ليس مجرد حادثة في الأسواق، بل هو نتيجة مباشرة لسياسات الدولة المدمرة التي تفاقمت بسبب العقوبات الدولية، وانهيار عائدات النفط، وسوء الإدارة الاقتصادية المزمن. ووفقا للمحللين وأصوات المعارضة، فإن السياسة النقدية الغامضة، والتخصيص غير العقلاني للعملات الأجنبية، وغياب خطة اقتصادية متماسكة، تركت العملة عرضة لصدمات حادة ومتكررة.
وقد أدى الطلب العام المتزايد على العملات الأجنبية – مدفوعا بالرغبة في الحفاظ على المدخرات في مواجهة التضخم الجامح – إلى خلق حلقة مفرغة: فالطلب المتزايد على العملة الصعبة يدفع الريال إلى الانخفاض، وهو ما يسرع بدوره من ارتفاع أسعار السلع المستوردة ويزيد من الطلب على الدولار واليورو.
من المٶکد إن الوضع الاقتصادي السئ جدا وکونه في الاساس يواجه أزمة حادة، فإن هذه التطورات الجديدة ستجعله کالمشلول تماما وهو الامر الذي سينعکس سلبا على مختلف الاوضاع الاخرى في وقت يزداد الشعب غضبا من مآلات تعامل النظام غير المسٶول مع المفاوضات النووية وعودة العقوبات ودخول إيران في نفق مظلم لا نهاية له إلا بتغيير سياسي جذري في طهران، وحتما فإن الاشهر القادمة ستکون أکثر سخونة مما تصور المحللون السياسيون ولا مناص من ذلك إذ أن الذي يجري حاليا هو الامر الذي يتصوره النظام أبدا.








