موقع المجلس:
في ردٍّ عنيف على موجة الإعدامات التي نفّذها نظام الملالي بأوامر مباشرة من قادة النظام، أشعل شباب الانتفاضة شرارة الغضب في مناطق متفرقة من إيران. نفّذوا سلسلة عمليات استهدفت مؤسسات القمع والفساد والإيديولوجيا الرسمية، امتدت إلى مدنٍ عدة منها: طهران، أصفهان، كرمانشاه، سنندج، مشهد، شيراز، فارسان، قم، إسلام آباد غرب، أزنا، بوشهر، ونيشابور، ما دلّ على تصاعد رقعة المقاومة واستمرارها ضد حكم الديكتاتورية الدينية.
تفاصيل العمليات
في ضربة مباشرة نحو مركز السيطرة، هزّت ثلاث انفجارات مركز قيادة الشرطة في فارسان، في رسالة مفادها أن مقرات الأجهزة القمعية ليست بمنأى عن ردّ الشعب. وفي مدن كبرى أخرى، استُهدفت مقرات الباسيج—الأداة الأساسية لقمع الاحتجاجات—حيث أُضرمت النيران في قاعدة بالباسيج في أصفهان، وقاعدتين في طهران، وقاعدتين في كرمانشاه، ما خلّف أضرارًا وقلقًا بين عناصرها.
في كردستان، أضرم شبان في سنندج النار في مقر للباسيج، ردًا على إعدام شاب كردي من المدينة، ما عبّر عن تلاحمٍ وطني في مواجهة القمع.
استهداف بؤر التلقين والفساد
لم تقتصر الاستجابات على المقرات الأمنية، بل طالت أيضًا الحوزات الدينية التي وصفها الناس بأنها مؤسسات تبرّر جرائم النظام. استُهدفت حوزات في طهران وإسلام آباد غرب ومدينة قم، في إشارة رفضٍ لأساس الخطاب الأيديولوجي الذي يدعم النظام.
وفي أزنا، أحرق الشباب مقرات تُنسب لجمعيات خيرية وحكومية—من بينها ما يسمى لجنة الإغاثة ومجلس الزكاة—مما يؤكد الربط بين القمع والفساد ونهب موارد الشعب.
إزالة أيقونات النظام
في مشهد، وأصفهان، وشيراز، وبوشهر، ونيشابور أُحرقَت صور ولافتات تحمل وجوه رموز النظام من خميني وخامنئي وقاسم سليماني إلى شخصيات أخرى، في فعل رمزي يُظهر رفضًا شاملاً لكل رموز الاستبداد.
الإعدامات وتأثيرها
تأتي هذه الأعمال بعد تنفيذ النظام إعدامات جماعية، بينها إعدام سبعة مواطنين في يوم واحد—منهم ستة عرب في الأهواز بعد احتجازٍ دام سبع سنوات، ومواطن كردي في سنندج بعد اثني عشر عامًا من السجن. يلجأ النظام إلى الإعدامات كوسيلة لإثارة الرعب، لكن الرد الشعبي أظهر أن هذه السياسة تؤجج العزم وتزيد الانتفاضة قوةً وتصميمًا.
ختامًا، يعلن شباب الانتفاضة أن هدفهم واضح: كسر حاجز الخوف، وتحدّي سلطة القمع في كل حي وشارع، وإيصال رسالة للعالم بأن الشعب الإيراني مصمّم على مواصلة النضال حتى إسقاط النظام وإقامة بديلٍ يقوم على الحرية والعدالة. وتُعدّ هذه العمليات ــ التي ذُكر عشرات منها في مدن مختلفة ــ بدايةً لعاصفةٍ أوسع يطمحون من خلالها إلى اقتلاع جذور الاستبداد.