موقع المجلس:
يمثل عام 2022 محطة فارقة في تاريخ الحراك الشعبي الإيراني. فقد شهدت البلاد سلسلة من الانتفاضات التي بدأت باحتجاجات على غلاء المعيشة والفساد، لتبلغ ذروتها في 16 سبتمبر عقب مقتل الشابة مهسا أميني، حيث انفجرت موجة غضب عارمة اجتاحت معظم المدن الإيرانية، موجهة ضربة قوية إلى صورة النظام وكاشفة عن عمق أزمته وافتقاره للشرعية.
شعار يختصر المستقبل: “لا للشاه ولا للملالي”
أبرزت انتفاضة 2022 رفضًا مزدوجًا لكلا النموذجين الديكتاتوريين: نظام الشاه السابق وحكم الملالي الحالي. هذا الشعار لم يكن مجرد هتاف عابر، بل تعبير عن وعي استراتيجي يرى أن الخلاص يكمن في إقامة بديل ديمقراطي بعيدًا عن كل أشكال الاستبداد.
نقطة اللاعودة
الانتفاضة لم تكن مجرد حدث عابر، بل تحوّل نوعي في وعي المجتمع. فجيل الشباب الذي تصدر المشهد لم يعد قابلًا للعودة إلى ما قبل سبتمبر 2022. وكما أقرّ بعض خبراء النظام أنفسهم، فإن محاولات الإكراه الديني والسياسي لم تعد مجدية، وكلما زاد الضغط، ازدادت المقاومة.
وبذلك دخل المجتمع مرحلة جديدة لا يمكن التراجع عنها.
الاستقطاب الحقيقي
أوضحت أحداث 2022 أن الصراع في إيران يتمحور حول قطبين أساسيين:
• من جهة: المقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق، كقوة منظمة تسعى لإسقاط النظام.
• ومن جهة أخرى: نظام ولاية الفقيه بكل أجنحته.
هذا الاستقطاب تجلّى في شعار: “الموت للظالم، سواء كان الشاه أو الولي الفقيه“، الذي عبّر بوضوح عن رفض الشعب لإعادة إنتاج أي شكل من أشكال الديكتاتورية. حتى بعض صحف النظام اعترفت، ولو على مضض، بالدور المركزي للمقاومة في قيادة الحراك.
خلاصة
لقد أثبتت انتفاضة 2022 أنها ليست مجرد موجة احتجاج، بل ثورة اجتماعية ـ سياسية دشّنت مرحلة جديدة في مسار التغيير. أكدت هذه الانتفاضة صوابية استراتيجية المقاومة المنظمة، وكشفت أن البدائل الزائفة لن تنجح في إنقاذ النظام أو إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.
والنتيجة الحتمية التي تفرضها الأحداث هي أن مستقبل إيران يتجه نحو جمهورية ديمقراطية يقودها شعب لم يعد يقبل الاستبداد تحت أي مسمى.








