موقع المجلس:
في إيران، لم تعد العودة إلى المدارس مناسبة تعليمية بحتة، بل تحوّلت إلى عبء ثقيل على الأسر. مع اقتراب كل عام دراسي جديد، تتفاقم أزمة غلاء الأدوات المدرسية واللوازم المكتبية، لتصبح من “سلع الرفاهية” بدلاً من كونها حقًا أساسيًا للجيل الصاعد.

التعليم يتحول إلى ترف
صحيفة جهان صنعت ذكرت في عددها الصادر بتاريخ 3 سبتمبر 2025 أن الركود وارتفاع الأسعار بنسبة 50% في سوق الأدوات المكتبية دفع الباعة إلى تغيير نشاطهم التجاري. وأضافت أن العديد من الأسر لم تعد قادرة على توفير أبسط المستلزمات الدراسية، ما يعمّق التفاوت التعليمي ويحرّم الأطفال الفقراء من فرصة التعلم الأساسية.

انهيار دور النشر والمكتبات
السياسات الحكومية لم تقتصر على التضييق الاقتصادي على الأسر فحسب، بل شملت المجال الثقافي. فقد أدت ارتفاعات الأسعار وتراجع الإقبال على شراء الكتب إلى إفلاس دور النشر وإغلاق مكتبات، ما جعل الثقافة والقراءة من الكماليات، وليس من الحقوق الأساسية.
فساد هيكلي واستيراد متعثر
يشير رئيس اتحاد بائعي الأدوات المكتبية في طهران إلى أن تخصيص العملة الأجنبية يمثل أكبر عقبة أمام الاستيراد، حيث تبقى الشحنات في الجمارك لفترات طويلة وتضيع في البيروقراطية والأنظمة الإلكترونية، فيما يحل التهريب تدريجيًا محل الاستيراد القانوني.
الريع والفساد يُجهض الاقتصاد
صحيفة “جهان صنعت” أكدت أن أزمة الغلاء ليست حادثة عرضية، بل نتيجة تراكم الريع والفساد الهيكلي على مدى عقود، حيث لم تتمكن الجمهورية الإسلامية منذ 47 عامًا من وضع نظام نقدي فعّال، ما أدى إلى توسيع الفجوة بين الأغنياء والفقراء وحرمان الإيرانيين من أبسط الحقوق الاقتصادية والثقافية.
“الغرفة المظلمة” للاقتصاد
النظام يهيمن على الاقتصاد من خلال ما وصفته الصحيفة بـ”الغرفة المظلمة”، حيث تحتكر النخبة الموالية السلطة كل الموارد الأساسية، من السكر إلى الأدوات المدرسية. هذه السيطرة تجعل ملايين الإيرانيين رهائن داخل نظام يفرض عليهم “الاحتراق والتأقلم” بدلًا من توفير الاحتياجات الأساسية.
الخلاصة
السياسات الاقتصادية والثقافية لنظام الملالي حولت التعليم من حق أساسي إلى سلعة فاخرة، وزادت من التفاوت الاجتماعي، وأضعفت الثقافة الوطنية. ومع كل محاولة لإخفاء هذا الواقع، يظهر صراع متواصل بين غالبية المجتمع الإيراني والنظام الحاكم، صراع قد يكون له تأثيرات حاسمة على مستقبل إيران داخليًا ودوليًا.








