موقع المجلس:
تأتي الذكرى الستون لتأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية لتؤكد على ثبات هذه الحركة في استقلالها السياسي والمالي طوال ستة عقود، رغم أشد الضغوط والملاحقات. فقد اختارت المنظمة أن تكون صوت الحرية، لا السعي وراء السلطة أو المصالح الخاصة، وهو ما اعتبرته الديكتاتورية الحاكمة جريمة كبرى تستوجب القمع.
منذ سبعة وثلاثين عامًا، أصدر الخميني فتوى بإعدام كل من ينتمي إلى مجاهدي خلق ويتمسك بمبادئه. واليوم يكرر خامنئي النهج ذاته، بإعادة فتح المحاكم لإصدار أحكام الإعدام بحقهم. وفي هذا السياق قالت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، خلال تظاهرة بروكسل: “إن محاكمكم الجائرة ضد المجاهدين يمكن أن تُعقد كل يوم، لا كل أسبوعين، فجرائمنا في مقاومة نظام الملالي لا تُحصى”.
وجاءت هذه الكلمة ضمن فعاليات المظاهرة الكبرى التي أقيمت في بروكسل بمشاركة واسعة من الإيرانيين الأحرار، إحياءً لعيد الصمود في وجه استبداد الشاه والملالي، وتأكيدًا على أن مسيرة ستة عقود من النضال لم ولن تنكسر.
وفي الداخل الإيراني، أحيت وحدات المقاومة المناسبة بعمليات نوعية، حيث نُفذت في الخامس من سبتمبر وحده ستون عملية إشعال للنار ضد رموز القمع، لتكون بمثابة مشاعل للانتفاضة، ورسالة واضحة على استمرار طريق التحرير.
أما في بروكسل، فقد تحولت المظاهرة إلى ملتقى دولي بارز، شاركت فيه شخصيات سياسية وبرلمانية معروفة، منها مايك بنس، أليخو فيدال كوادراس، غي فرهوفشتات، جون بيركو، وباتريك كينيدي، إلى جانب ممثلين عن أجيال مختلفة من أنصار المنظمة.
وأكد البروفيسور فيدال كوادراس أن مستقبل إيران ليس حلمًا مؤجلاً بل حقيقة يرسمها المجاهدون بتضحياتهم، مضيفًا أن وجودهم يعكس إرادة ملايين الإيرانيين. بينما شدد غي فرهوفشتات على ضرورة اتخاذ سياسة أوروبية واضحة تجاه النظام الإيراني تقوم على تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، وتشديد العقوبات على قادته، وفتح حوار مع المعارضة الديمقراطية بقيادة السيدة رجوي وبرنامجها ذي النقاط العشر.
أما جون بيركو فأشاد بستة عقود من المقاومة الشعبية، مشددًا على أن البديل الحقيقي للحرية ليس عودة الشاه، بل المجلس الوطني للمقاومة الایرانیة ووحدات مجاهدي خلق التي تنتشر اليوم أكثر من أي وقت مضى.
لقد جسّد هذا الحشد الكبير في بروكسل حدثًا مفصليًا في تاريخ نضال الشعب الإيراني، مؤكدًا أن مسيرة الحرية لا يمكن حجبها، وأن إرادة الإيرانيين ستظل أقوى من رقابة أي نظام قمعي.








