صوفيا – الوطن: اعتبر مسؤول أوروبي رفيع في حديث خاص لـ«الوطن» ان العقدة الرئيسية التي تصعب المفاوضات مع إيران هي انها ترفض تقديم تنازلات جوهرية تسهم في تسهيل التوصل الى تسوية مقبولة لأنها تريد أن تخرج منتصرة من هذه المفاوضات وتعتقد أن قبولها بالشروط التي تضعها السداسية يمثل هزيمة لها ستضعف دورها ونفوذها في المنطقة».
وشدد المسؤول على أن تحقيق التسوية المقبولة مع إيران حول ملفها النووي يستلزم منها اتخاذ قرار تتخلى بمقتضاه عن عسكرة برنامجها النووي والاكتفاء بامتلاك برنامج سلمي تشرف عليه الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالكامل».
وأشار المسؤول الى ان الهدف من المفاوضات مع إيران في كل جولاتها طيلة السنوات العشر المنصرمة ليس منحها الاعتراف الدولي الذي تريده بدورها الإقليمي في المنطقة وتقنينه في اتفاقات وتفاهمات تعزز نفوذها، ولا حتى التوصل معها الى حلول وسط حول برنامجها النووي.
وكشف المسؤول «طرح إيران أزمتي البحرين وسورية على طاولة البحث»، وقال «طالبت الإقرار بنفوذها في العراق وافغانستان» و«ضرورة إنشاء منظومة أمنية جديدة للشرق الأوسط تكون إيران في مركزها» و«التوقف عن محاولات وخطط الاطاحة بنظام الجمهورية الإسلامية»، مشيراً الى ان «الغرب يرفض الربط بين هذه القضايا والبرنامج النووي»، وقال «قدمنا رزمة مطاليب هي «وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة %20، وإزالة منشآة فوردو النووية القريبة من قم، ونقل كل كميات اليورانيوم المخصب بنسبة %20 الى الخارج، والسماح للمفتشين من الوصول الى كل المواقع النووية». وقال «لا يمكن الخوض في القضايا الإقليمية قبل التوصل الى اتفاق ينهي ملف النزاع على البرنامج النووي».
وأكد المسؤول «ان العواصم الغربية الكبرى متفقة مع روسيا والصين على ضرورة منع وصول إيران الى انتاج السلاح النووي»، وقال «إن الوقت لم يعد متاحا لإيران للمراوغة بهدف كسب الوقت كونها أصبحت تمتلك كميات من اليورانيوم المخصب بنسبة %20 وقدرات تكنولوجية تسمح لها في غضون اشهر قليلة برفع مستوى التخصيب الى نسبة %90 الضرورية لصنع السلاح النووي».
ورأى المسؤول «ان المنطقة تواجه تطورين في الفترة المقبلة: اما التوصل الى اتفاق مع إيران وهو لن يحصل إلا اذا قدمت تنازلات كبيرة، واما الحل العسكري وهو خيار مطروح وغير مستبعد».