موقع المجلس:
تتحول حملة “ثلاثاءات لا للإعدام” إلى رمز وطني لمقاومة سياسة الموت التي ينتهجها النظام الإيراني.
للأسبوع الثاني والثمانين على التوالي، شهدت مدن إيرانية متعددة في يوم الثلاثاء الموافق 19 أغسطس 2025، شهدت موجة جديدة من الاحتجاجات الموحدة تحت راية حملة “ثلاثاءات لا للإعدام”. تحولت هذه الحملة إلى رمز وطني للمقاومة ضد سياسة الإعدام الممنهجة التي يتبعها النظام، حيث خرج مواطنون من مختلف الفئات، لا سيما عائلات السجناء السياسيين، ليرفعوا أصواتهم بقوة أكبر من أي وقت مضى.
احتجاجات تعم البلاد
امتدت المظاهرات هذا الأسبوع لتشمل مدنًا رئيسية ومناطق مختلفة، من بينها كرج، طهران، زاهدان، مريوان، أراك، آستارا، الأهواز، بندر عباس، تفرش، خمين، رشت، ساوه، شاهرود، شيراز، فرديس، قم، لاهيجان، وماهشهر. رفع المتظاهرون صور السجناء المحكوم عليهم بالإعدام ولافتات تحمل شعارات واضحة، تردد صداها في الشوارع:
“لا للإعدام”
“أطلقوا سراح السجناء السياسيين”
“النار جواب الإعدام”
“هذه هي الرسالة الأخيرة: الإعدام يعني الانتفاضة”
العائلات في قلب الحراك
كان حضور عائلات السجناء المحكوم عليهم بالإعدام هو المشهد الأبرز والأكثر تأثيرًا في هذه الاحتجاجات. على الرغم من الضغوط الأمنية الهائلة والقيود المعيشية، وقفت الأمهات والآباء في طليعة المظاهرات، حاملين صور أبنائهم ومطلقين هتافات تطالب بوقف أحكام الموت.
صرخة أم أكبر دانشوركار
انتشر مقطع فيديو لوالدة السجين السياسي أكبر دانشوركار على نطاق واسع، حيث قالت بصوت متهدج وقلب مثقل بالألم:
“باسم الله العظيم، لقد اختطفوا ابني منذ ذلك الحين. عندما سمعت الخبر، أصبت بنوبة قلبية. زوجي لا يستطيع الكلام أو المشي وقلبه مريض. أناشد المنظمات الدولية وأتوسل إليها أن تعيد لي طفلي. أنا بحاجة إليه، فهو من يرعاني. أطلب من المنظمات الدولية مساعدتنا والاستجابة لمطالبنا. أريد ابني لأنني أحتاجه في أمور حياتي.”
هذه الكلمات المؤثرة كشفت عن الوجه الإنساني المأساوي لسياسة الإعدام، وأظهرت كيف أنها لا تزهق أرواح الأفراد فحسب، بل تدمر حياة عائلاتهم وصحتهم النفسية والجسدية.
رسالة مشتركة من عائلات 6 سجناء
في تحرك شجاع آخر، نشرت عائلات السجناء المحكوم عليهم بالإعدام، بما في ذلك بني عامريان، ودانشوركار، وقبادي، مقطع فيديو مشتركًا أعلنوا فيه:
“اليوم، الثلاثاء 19 أغسطس 2025، نحن عائلات السجناء السياسيين، دعمًا لـ’ثلاثاءات لا للإعدام’، نطالب بإلغاء أحكام الإعدام الصادرة بحق أبنائنا والإفراج عنهم. لقد مر 12 يومًا على نقلهم من سجن طهران الكبرى إلى قزل حصار، ولا يوجد أي اتصال أو زيارة، ولا أحد يجيبنا. نحن في حالة قلق تام. لا للإعدام، لا للسجن السياسي، لا للإخفاء القسري.”
ورفعت العائلات صور ستة سجناء هم: أبو الحسن منتظر، أكبر دانشوركار، بابك علي بور، وحيد بني عامريان، بويا قبادي، ومحمد تقوي، مطالبين بإلغاء أحكام الإعدام الصادرة بحقهم.
أصداء الراحلين ورمزية الحملة
لم تخلُ الاحتجاجات من تكريم ذكرى من أُعدموا سابقًا. فقد تردد شعار “رسالة بهروز إحساني ومهدي حسني: لا لخفض الرؤوس، الصمود على الموقف”، مذكّرًا بصمود السجينين السياسيين اللذين أعدمهما النظام. كما عكس شعار “هذه رسالة إيران: النار جواب الإعدام” حجم الغضب الشعبي المتصاعد.
بعد 82 أسبوعًا من الاستمرار، أثبتت حملة “ثلاثاءات لا للإعدام” أنها تجاوزت كونها مجرد احتجاج لتصبح حركة مقاومة وطنية وشعبية، تبعث رسالة واضحة للمجتمع الدولي مفادها أن الشعب الإيراني يرفض سياسة الموت ويطالب بالتحرك الفوري لوقف انتهاكات حقوق الإنسان الصارخة.