بقلم – حسين داعي الإسلام:
على مدى 46 عامًا، أثبت نظام إيران أنه غير مستعد لإجراء أي تغيير حقيقي. لم يتوقف عن القمع الوحشي في الداخل، ولا عن إشعال الحروب في المنطقة، ولا عن مشاريعه الصاروخية والنووية.
وبالتالي، توصل شعب إيران، وحتى العديد من دول المنطقة والعالم، إلى نتيجة واضحة: يجب أن يرحل هذا النظام. ولكن السؤال الأساسي هو: كيف؟
في الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران رأى الجميع أن هذا النظام لا يسقط بالقصف الجوي. وإن تجربة أربعة عقود من الاسترضاء والمفاوضات أثبتت أن هذا النظام غير قابل للإصلاح.
فما هو الحل إذًا؟
الحل يكمن داخل إيران: انتفاضة الشعب الإيراني بقيادة مقاومة منظمة.
لكن، هل هذه الانتفاضة ممكنة؟ هل الظروف مهيّأة لها؟
نعم، لأن معادلة إسقاط النظام تتكون من ثلاثة أطراف: النظام، الشعب، والمقاومة المنظمة.
الضلع الأول في هذه المعادلة هو النظام نفسه؛
نظام، وبعد أربعة عقود من القمع والفساد والجريمة، فقد اليوم كل شرعيته السياسية والدينية والاجتماعية. الأزمة الاقتصادية، التضخم الجامح، البطالة، العقوبات، والفساد البنيوي قد زعزعت أركانه.
لم يعد الناس وحدهم من تخلوا عن النظام، بل حتى رجال الدين والتجار التقليديون لم يعودوا يشكلون قاعدته. كما أن جهاز القمع بات يعاني من الانهيار والتآكل. وعلى الصعيد الإقليمي، فإن استراتيجية النظام في المنطقة قد انهارت.

اليوم، يواجه هذا النظام طريقًا مسدودًا بالكامل. إذا تراجع، فإن ذلك يفتح الطريق أمام الانتفاضة. وإذا استمر، فإن الضغوط ستزداد، مما يفتح الطريق أيضًا للانتفاضة.
الضلع الثاني هو شعب إيران؛
مجتمع ساخط، فقير وغاضب، سحق تحت وطأة الغلاء والفساد والبطالة. خلال عام واحد فقط، اندلعت أكثر من 3000 حركة احتجاجية في جميع أنحاء البلاد.
خمس انتفاضات شاملة خلال السنوات السبع الماضية تُظهر أن إيران على حافة انفجار كبير. في الانتفاضات الأخيرة، ركزت الشعارات بشكل مباشر على إسقاط النظام..
في انتفاضة عام 2019، هاجم المواطنون مراكز الحرس الثوري والباسيج. وقد اعترف مسؤولو النظام لاحقًا أنه لو استمرت تلك الانتفاضة أسبوعين آخرين، لسقط النظام.
وهذا يدل على أن إسقاط النظام ليس حلمًا، بل إمكانية فعلية.
لكن لتحقيق هذا الهدف، لا بد من تحطيم الركيزة الأساسية التي يستند إليها النظام، أي الحرس الثوري.
وقد أثبتت التجربة أن الشعب، خاصةً بوجود وحدات المقاومة المنظمة، يمكنه دحر القوى القمعية.
وهنا يأتي دور الضلع الثالث: المقاومة المنظمة.
وحدات المقاومة – القوة التي تشعل وتُوجّه الانتفاضات داخل إيران – تلعب دورًا حاسمًا. هذه الشبكة، التي نظمتها منظمة مجاهدي خلق الایرانیة، تنشط في جميع أنحاء البلاد.
من كتابة الشعارات المناهضة للنظام، إلى إحراق مراكز القمع، إلى تنظيم الاحتجاجات، وكسر جدار الخوف – كل هذه أعمال تشكل محرك الثورة.
في عام 2024، نفذت وحدات المقاومة أكثر من 3077 عملية ضد مراكز القمع التابعة للنظام. كما تم تسجيل أكثر من 39000 نشاط آخر في مختلف أنحاء إيران.
الاعتقالات الجماعية لمناصري مجاهدي خلق، وإعدام أعضاء من المنظمة في الأشهر الأخيرة – ومن بينهم اثنان في 27 يوليو – تعكس رعب النظام من هذه القوة المنظمة والعميقة الجذور.
لقد حذر خامنئي، وقادة الحرس، وأجهزة الأمن مرارًا من أن التهديد الأكبر لبقاء النظام هو مجاهدي خلق ووحدات المقاومة.
على الصعيد الدولي، حظيت المقاومة الإيرانية، وخطة النقاط العشر للسيدة رجوي، بدعم غير مسبوق.
حتى اليوم، أكثر من ٤٠٠٠ مشرّع من جانبي الأطلسي – بما فيهم أغلبية أعضاء الكونغرس الأمريكي، وأغلبية في ٣٤ برلماناً حول العالم – بالإضافة إلى ١٣٠ زعيماً دولياً سابقاً و٨٠ حائزاً على جائزة نوبل، وقعوا بيانات رسمية لدعم خطة السیدة مريم رجوي والنضال من أجل إيران حرة. وقد طالبوا بالاعتراف بحق الوحدات المقاومة في مواجهة الحرس الثوري والأجهزة القمعية.
إيران على أعتاب الثورة. هذا النظام لم يعد قادرًا على الاستمرار.إسقاط النظام من خلال انتفاضة الشعب الإيراني والمقاومة المنظمة أمر واقعي وقريب المنال.








