انسانيون- بقلم : علاء کامل شبيب: منذ إندلاع إنتفاضة الشعب السوري بوجه نظام بشار الاسد، و تتضاعف المشارکة الشعبية فيها، نجد في المقابل جنوحا استثنائيا غير مسبوقا للنظام السوري بإتجاه الاستتخدام المفرط للقوة و العنف ضد أبناء الشعب السوري
إتساع الانتفاضة السورية و إتجاهها بسياق يهدف الى تغيير الواقع السياسي القائم في البلاد بصورة جذرية و إقتلاع النظام الدکتاتوري الجاثم على صدر الشعب السوري منذ عام 1966، دفع الحليف الاساسي للنظام السوري و نقصد تحديدا النظام الايراني الى التوجس ريبة من النتائج النهائية للثورة و ما ستترکها عليه و على مشاريعه و أجندته و أهدافه في المنطقة و العالم من آثار بالغة السلبية، ولذلك فقد إندفع هذا النظام بکل مافي وسعه من أجل دعم و مساندة نظام بشار الاسد و مده بکل أسباب القوة و البطش بجماهير الشعب الثائر الرافض للنظام، ولعل ملاحظة الزيادة المضطردة و الاستثنائية في إستخدام القوة و العنف بمختلف الوسائل و السبل، يتماشى تماما مع زيادة تدخل النظام الايراني في احداث الثورة السورية و رغبته الجارفة بحماية النظام الدکتاتوري من السقوط.
التصريحات الاخيرة لنائب القائد العام لقوات القدس و التي إعترف فيها بتدخل نظامه في الاحداث بشکل مباشر و دوره الحساس في التأثير على مجرياتها، وقبلها تناقلت الاوساط الخبرية و الاستخبارية تقاريرا متباينة عن إقامة العميد قاسم سليماني القائد العام لقوات القدس في دمشق و إشرافه المباشر على العمليات المرتبطة بقمع الثورة السورية، وقد تأکد هذا الامر أکثر فأکثر بعد أن تم إعتقال عناصر إيرانية و أخرى من حزب الله اللبناني شارکوا على قدم و ساق في مواجهة الشعب السوري و قمعه بمختلف الاساليب الوحشية، وعندما لم يجدي الامر نفعا، بدأت عناصر النظام الايراني المتواجدة في سوريا لدعم النظام السوري، بإختلاق الفتن و المواجهات ذات البعدين الطائفي و الديني و حتى العرقي في سبيل شق صفوف الشعب السوري و النيل من وحدتهم و تماسکهم، وقد إفتضحت هذه المؤامرة الخبيثة و الخسيسة منذ البداية، ولذلك لجأت قادة”قوات القدس”الارهابية الى خطط جديدة کان أهمها و أکثرها دموية و وحشية هو إرتکاب المذابح الجماعية التي کانت أکثرها بشاعة و إجراما ماجرى بحق أهالي بلدة الحولة التي راح ضحيتها 108 مواطنا سوريا أعزلا بين طفل و أمرأة و شيخ، وهو ماهز المجتمع الدولي بقوة و دفع بفرنسا و اسبانيا الى طرد سفيري النظام السوري على خلفية ذلك کما قامت استراليا أيضا بطرد دبلوماسيين سوريين لنفس السبب و إستدعت الخارجية الايطالية السفير السوري إحتجاجا على تلك المجزرة البشرية الدموية
المجتمع الدولي و في الوقت الذي يرفع الصوت عاليا إحتجاجا على هذه الجريمة النکراء للنظام السوري القمعي، فإن من الواجب عليه أن يبحث عن شريك أساسي آخر مساهم في إرتکاب الجريمة الى جانب النظام السوري، ونقصد تحديدا النظام الايراني الذي بات العالم کله يعلم علم اليقين دوره المباشر و القذر في الاحداث المرتبطة بالثورة السورية و التي صارت مکشوفة و مفضوحة بحيث إضطر هذا النظام و على لسان العديد من مسؤوليه الى الاعتراف بذلك و السعي لتبريره بحجج واهية و سخيفة لاتنطلي على أبسط الناس، ولأجل ذلك فمن الضروري جدا أن يبدأ المجتمع الدولي أيضا بملاحقة و مطاردة النظام الايراني والذي هو بمثابة شريان رئيسي لتزويد النظام السوري بأسباب القوة و البقاء لذبح و قتل الشعب السوري بدم بارد، فهل سيفعل المجتمع الدولي ذلك لکي يضع حدا لهذا النظام الاستبدادي من التدخل في شؤون سوريا و غيرها من بلدان المنطقة و العالم؟