صوت کوردستان – محمد حسين المياحي:
في تقريره السنوي الأخير، كشف مكتب حماية الدستور في هامبورغ (جهاز الاستخبارات الداخلية) عن تفاصيل مقلقة حول أنشطة التجسس وتصدير التطرف التي يمارسها النظام الإيراني على الأراضي الألمانية والأوروبية، مؤكدا أن المعارضة الإيرانية المنظمة، وتحديدا منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الایرانیة، هي الهدف الرئيسي لهذه الأنشطة.
ووفقا للتقرير، فإن المؤسسات التابعة للنظام الإيراني في ألمانيا يجب أن تعتبر “أدوات للسلطة الإيرانية تدعم سياسة الاستبداد الديني”، وأنها تمثل “نظاما من المعايير يتعارض مع النظام الديمقراطي الحر الأساسي”. وقد جاء في التقرير أن المعارضين للنظام، وكذلك الأقليات الدينية والعرقية في إيران، هم “ضحايا مستمرون للقمع الحكومي”.
لکن النقطة الأكثر أهمية في التقرير هي تحديده للهدف الرئيسي لهذه الشبكات. حيث جاء فيه بوضوح: “يتم التحكم في أنشطة التجسس لجهاز المخابرات الإيراني وتنسيقها في المقام الأول من قبل وزارة الاستخبارات الإيرانية. والتركيز الرئيسي لوزارة المخابرات في أنشطتها الاستخباراتية في الدول الغربية ينصب على منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية”، الذي يهدف إلى إسقاط الحكومة الدينية في إيران.
ومن دون شك فإن النظام في صراعه المستمر مع منظمة مجاهدي خلق والذي إستخدم فيه مختلف الاساليب والطرق بالغة الوحشية، يأتي لتخوفه منه ومن دورها وتأثيرها الکبير في تحريك وتوجيه الشارع الايراني ولعل ما قد نشرته وکالة”مهر” الحکومية من تحذير موجه للشعب الايراني کاشفة عن”مهمة جديدة” لوحدات الانتفاضة تتمثل في استخدام مكبرات صوت صغيرة لبث هتافات مناهضة للنظام مثل “الموت للديكتاتور” و”الموت لخامنئي” في الأماكن العامة. يدل بوضوح الى مدى خوف وهلع النظام من أي دور أو تحرك لهذا المنظمة في داخل إيران.
والذي يکشف ويفضح عجز النظام عن مواجهة أنشطة وحدات الانتفاضة وحتى إعترافا بهزيمة ضمنية، إن النظام دعا المواطنين الى القيام بدور المخبرين لأجهزته القمعية. وجاء في الإعلان: “عند مشاهدة أي نشاط مماثل، يجب على المواطنين الأعزاء التقاط صور وتدوين التفاصيل (الساعة، المكان، عدد الأفراد، أرقام لوحات السيارات، والوجوه) وإبلاغ الرقمين 114 (وزارة المخابرات) و 113 (مخابرات حرس النظام الإيراني) على الفور”. كما حث الإعلان على توخي “الدقة والحساسية” تجاه أي اتصالات هاتفية أو إلكترونية من قبل مجاهدي خلق.
ومن دون شك فإن النظام ولاسيما بعد الحرب الاخيرة يعيش هاجس إندلاع الانتفاضة ضده وعينه وکما هو معروف على منظمة مجاهدي خلق التي کانت دائما العامل الاهم في تحريك وتوجيه الشارع الايراني الذي يعيش حالة غليان وقد ينفجر بوجه النظام في أي لحظة.