صورة للاحتجاجات في ایران – آرشیف
موقع المجلس:
كشفت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية وفي خطوة تعكس الهلع المتزايد داخل أروقة الحكم في طهران، کشفت عن خوف النظام العميق من تنامي أنشطة وحدات الانتفاضة، التابعة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية. وبدلاً من إظهار القوة، لجأ النظام إلى نشر تعليمات وإرشادات يطالب فيها المواطنين بالتجسس على بعضهم البعض، في محاولة يائسة لوأد أي شرارة قد تشعل فتيل ثورة عارمة.
وقد نشرت وكالة “مهر” للأنباء، التابعة للنظام، تحذيراً موجهاً للشعب، كاشفة عن “مهمة جديدة” لوحدات الانتفاضة تتمثل في استخدام مكبرات صوت صغيرة لبث هتافات مناهضة للنظام مثل “الموت للديكتاتور” و”الموت لخامنئي” في الأماكن العامة.
وفي إقرار صريح بعجزه عن مواجهة هذه الأنشطة، دعا النظام المواطنين إلى القيام بدور المخبرين لأجهزته القمعية. وجاء في الإعلان: “عند مشاهدة أي نشاط مماثل، يجب على المواطنين الأعزاء التقاط صور وتدوين التفاصيل (الساعة، المكان، عدد الأفراد، أرقام لوحات السيارات، والوجوه) وإبلاغ الرقمين 114 (وزارة المخابرات) و 113 (مخابرات حرس النظام الإيراني) على الفور”. كما حث الإعلان على توخي “الدقة والحساسية” تجاه أي اتصالات هاتفية أو إلكترونية من قبل مجاهدي خلق.
وحدات الانتفاضة: المحرك الذي يرعب النظام
تُعتبر هذه الدعوات للتجسس دليلاً قاطعاً على أن النظام يرى في وحدات الانتفاضة المحرك الأساسي لأي انتفاضة شعبية قادمة. فهذه الوحدات الشجاعة تعمل في قلب المدن والقرى الإيرانية، وتنفذ عمليات جريئة لكسر جدار الخوف الذي بناه النظام على مدى عقود. أنشطتها لا تقتصر على بث الشعارات، بل تشمل أيضاً كتابة الشعارات على الجدران، وإضرام النار في رموز القمع والفساد، من صور للولي الفقيه علي خامنئي وقاسم سليماني إلى مراكز النهب التابعة للحكومة.
فضح العدو الحقيقي
يدرك النظام الإيراني أن الخطر الحقيقي الذي يهدد بقاءه لا يأتي من الخارج، بل ينبع من الداخل، من غضب شعبه المكبوت. ولهذا السبب، يسعى جاهداً لتصدير أزماته وإشعال الحروب في المنطقة وصرف انتباه الشعب الإيراني والعالم عن حقيقة أن العدو الأول للشعب الإيراني هو هذا النظام نفسه. لكن وحدات الانتفاضة تتصدى لهذه الدعاية بفضحها في كل مدينة وشارع، وتصرخ بأعلى صوتها بحقيقة تاريخية دامغة: لم يقتل أي عدو خارجي من الإيرانيين بقدر ما قتل وسجن وعذب هذا النظام أبناء وطنه.
إن إعلان النظام عن خوفه في صحفه الرسمية ليس سوى دليل على حالة الرعب التي يعيشها من إمكانية اندلاع انتفاضة عارمة في أي لحظة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية المتفجرة. إنه يدرك أن أنشطة وحدات الانتفاضة ليست مجرد شعارات، بل هي الشرارة التي قد تحرق كيانه الهش.