صورة لنشاط انصار المقاومة داخل ایران
أمد للإعلام – بقلم – د. تيسير كريشان:
أمد/ منذ 20 يونيو 1981 يخوض الشعب الإيراني حربًا حقيقية ضد الفاشية الدينية التي يمثلها نظام الملالي.. هذا النضال الذي لا يزال مستمرًا، ويهدف إلى إسقاط هذا النظام الاستبدادي بأيدي الشعب ومقاومته المنظمة، ممثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق الایرانیة.. وإن هذا الحل الوحيد لإنهاء عقود من القمع هو إقامة جمهورية ديمقراطية غير نووية تقوم على المساواة بين الجنسين، والحكم الذاتي للقوميات، وإلغاء عقوبة الإعدام.. وغيرها من البنود التي تضمنها برنامج المواد العشر الذي تبنته المقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي.
في أغسطس 2002 كشفت المقاومة الإيرانية عن المنشآت السرية لبرنامج النظام النووي، وهو مشروع غير وطني يهدف إلى إنتاج قنبلة نووية سرًا، وفي نظام دكتاتوري كنظام الملالي لم يتم استفتاء الشعب الإيراني على هكذا برنامج.. هذا الكشف الذي جاء من منطلق مصلحة الشعب أيقظ العالم؛ لكنه أظهر أيضًا مخاطر سياسة الاسترضاء الغربية التي شجعت النظام على التمادي في نهجه الطغياني..
في إطار البرنامج الديمقراطي الذي تتبناه المقاومة الإيرانية، أعلنت السيدة مريم رجوي في البرلمان الأوروبي قبل 21 عامًا أن الحل لقضية إيران هو “الخيار الثالث”: تغيير النظام بأيدي الشعب والمقاومة رافضة نهج المساومة أو التدخل العسكري.. هذا الخيار يطالب بدعم المقاومة المشروعة التي عانت من الإدراج الظالم في القوائم السوداء حتى إلغائها في 2009 و2012.
على مدى أربعة عقود أثبتت المقاومة أن النظام غير قابل للإصلاح إذ يعتمد على الإعدامات، والتعذيب، والقمع داخل إيران، مع تصدير الإرهاب والحروب إلى المنطقة والسعي لامتلاك السلاح النووي، ومنذ أغسطس 2024 تم إعدام أكثر من 1350 سجينًا، وفي 2025 وحده بلغت الإعدامات حوالي 650 حالة إعدام.. أي ضعفين ونصف لما جرى العام السابق.. وتكشف هذه الأرقام وحشية النظام خاصة استهدافه للنساء والسجناء السياسيين بشكل خاص بمن فيهم أعضاء مجاهدي خلق بتهم تتعلق بمطالبتهم بالحرية.
جوهر القضية الإيرانية هو الصراع بين الشعب والمقاومة من جهة والاستبداد الديني من جهة أخرى، وكذلك ما يرتكبه النظام من جرائم كمجازر الثمانينيات بما فيها مجازر الإبادة الجماعية سنة 1988 المصنفة كـ “جريمة ضد الإنسانية” تظهر عمق وشدة بطش النظام، وفي 2024 حاكم النظام غيابيًا منظمة مجاهدي خلق و104 أعضاء منها بهدف بث الرعب والتمهيد لـ العمليات الإرهابية ضد المقاومة الإيرانية خارجيًا.
منذ 2017 شهدت إيران انتفاضات شعبية واسعة، وفي 2017-2018 ردد المتظاهرون “إصلاحي، أصولي، انتهت الحكاية”، رافضين وهم الإصلاح، وفي نوفمبر 2019 قُتل 1500 شخص في قمع دموي لكن الشباب دمروا أكثر من 900 مركز قمعي، وقد كانت انتفاضة 2022 بقيادة النساء انفجارًا لأربعة عقود من القمع، وفي العام الإيراني 1403 سُجلت 3092 حركة احتجاجية و3077 عملية مقاومة ضد ما يسمى بـ الحرس الثوري.. إلى جانب 39,000 عمل رمزي مما يعكس تصاعد الجرأة الشعبية.
برنامج المجلس الوطني للمقاومة يقدم رؤية لإيران ديمقراطية، وخطة رجوي العشرية (2006) تدعو إلى فصل الدين عن الدولة وإلغاء الإعدام، وقد حظيت بدعم 4000 برلماني عالمي، وبعد إسقاط النظام سيُشكل مجلس تأسيسي خلال ستة أشهر عبر انتخابات حرة، وقد طالبت السيدة رجوي في الكونغرس الأمريكي والبرلمان الأوروبي بالاعتراف بحق المقاومة، ودعت إلى وقف إطلاق النار في حرب الـ 12 يوماً كخطوة نحو الخيار الثالث: لا حرب ولا مساومة بل تغيير ديمقراطي، ويرفض الشعب الإيراني دكتاتوريتي الشاه والملالي بشعار “لا للشاه ولا للملا” ساعيًا إلى إقامة جمهورية ديمقراطية تحقق السلام والاستقرار للمنطقة.