موقع المجلس:
في مقابلة حصرية ومفصلة مع صحيفة “واشنطن تايمز“، قدم الجنرال جيمس جونز، القائد الأعلى السابق لقوات حلف الناتو ومستشار الأمن القومي السابق، تحليلاً استراتيجياً للوضع في إيران، مؤكداً أن الولايات المتحدة بحاجة ماسة إلى استراتيجية طويلة الأمد، ومشيراً إلى أن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي تمثل بديلاً ديمقراطياً ذا مصداقية، وقادراً على قيادة التغيير في البلاد.
رفض الجنرال جونز بشكل قاطع فكرة التدخل العسكري الأجنبي لتغيير النظام الإيراني ، معتبراً أنها ستكون “كارثية”. وبدلاً من ذلك، دعا إلى تبني “الخيار الثالث“، وهو دعم نضال الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة لإحداث التغيير من الداخل. و تمثل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي وقال إن هذا هو الطريق الوحيد لتحقيق “تغيير دائم ومستدام” .
وانتقد الجنرال جونز بشدة السياسات الأمريكية السابقة تجاه إيران، معتبراً إياها “قصيرة النظر” وتفتقر إلى رؤية استراتيجية واضحة. وقال إن الولايات المتحدة لم تمتلك قط استراتيجية طويلة الأمد تجاه إيران، وأن سياساتها كانت دائماً رد فعل على الأحداث، مما أدى إلى نتائج عكسية. وأشار بشكل خاص إلى الاتفاق النووي لعام 2015، الذي اعتبره مثالاً على هذه النظرة القصيرة، لأنه ركز فقط على الجانب النووي وتجاهل سلوك النظام الخبيث، بما في ذلك “برنامجه الصاروخي، ودعمه للإرهاب، وانتهاكاته المروعة لحقوق الإنسان”.
البديل الديمقراطي المنظم: المقاومة الإيرانية
وفي الجزء الأكثر تفصيلاً من حديثه، سلط الجنرال جونز الضوء على المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، بقيادة السيدة مريم رجوي، باعتباره “بديلاً ذا مصداقية” للنظام الحالي. ورفض فكرة غياب بديل منظم، قائلاً إن المجلس الوطني للمقاومة هو “حركة منظمة للغاية”، ولها “حضور في كل محافظة من محافظات إيران”.
وأشاد الجنرال جونز بشكل خاص بـ “الخطة ذات النقاط العشر“ التي قدمتها السيدة رجوي، واصفاً إياها بأنها تمثل “ما يجب أن تكون عليه الديمقراطية” وكأنها “إعلان استقلال” جديد. وشرح أن هذه الخطة تتضمن مبادئ أساسية مثل:
إجراء انتخابات حرة ونزيهة.
فصل الدين عن الدولة، مما يضمن قيام جمهورية علمانية.
المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة.
إقامة نظام قضائي مستقل قائم على سيادة القانون.
احترام حقوق الأقليات العرقية والدينية.
التزام بإيران غير نووية.
واعتبر أن هذه الخطة لا تمثل فقط رؤية للمستقبل، بل هي أيضاً دليل على وجود “منظمة ديمقراطية ذات مصداقية وتعمل بشكل جيد”.
“الخيار الثالث”: دعم التغيير من الداخل
رفض الجنرال جونز بشكل قاطع فكرة التدخل العسكري الأجنبي لتغيير النظام، معتبراً أنها ستكون “كارثية”. وبدلاً من ذلك، دعا إلى تبني “الخيار الثالث“، وهو دعم نضال الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة لإحداث التغيير من الداخل. وقال إن هذا هو الطريق الوحيد لتحقيق “تغيير دائم ومستدام”. وأكد أن الشعب الإيراني، وخاصة الجيل الشاب، لم يعد يطيق هذا النظام، وأن هناك “رغبة عارمة في التغيير”.
واختتم الجنرال جونز حديثه بالتأكيد على أن قيام جمهورية ديمقراطية في إيران لن يكون فقط في مصلحة الشعب الإيراني، بل سيكون له “تأثير إيجابي هائل على الاستقرار في الشرق الأوسط والعالم بأسره”. ودعا الإدارة الأمريكية إلى تبني سياسة جديدة تعترف بهذه الحقائق، وأن تفهم أن هناك “بديلاً حقيقياً ومنظماً”، وأن تدعم تطلعات الشعب الإيراني نحو مستقبل حر وديمقراطي.