صورة لتظاهرات انصار المقاومة الایرانیة فی اوروبا
صوت کوردستان – محمد حسين المياحي:
ليس هناك من أمر ومسألة تهم النظام الايراني ويجعله في صدر أولوياته کما هو الحال مع مسألة بقائه وعدم سقوطه، وهو من أجل تحقيق هذا الهدف مستعد من أجل تقديم التنازلات مهما کانت شريطة ضمان بقائه، ومن الواضح جدا بأن قبوله بوقف إطلاق النار بعد سلسلة طويلة من البيانات العنترية المبهرجة والخطابات الحماسية والتهديدات التي لا نهاية لها، کشف عن حقيقته البشعة وعن معدنه الردئ جدا من إنه وعندما يجد مصيره على کف عفريت لو لم يقبل بوقف إطلاق النار فإنه يقبل بذلك بکل سرعة.
اللاحظة المهمة هنا والتي يجب أن نأخذها بنظر الاعتبار والاهمية البالغة تکمن في إن الحروب والازمات التي أثارها هذا النظام والتي أدخلت إيران والمنطقة في دوامات دموية، باتت لهبها تنال منه وصار يشعر بحالة من الخوف والهلع من الاحتراق بها، وإن التطورين المهمين في هزيمة مشروعه في المنطقة وفي تدمير برنامجه النووي، سلب هذا النظام ورقتي قوة کان دوما يهدد ويبتز المنطقة والعالم بهما لکنه الان أصبح مکشوف الظهر وصار واضح جدا أنه لم يعد نظاما ضعيفا بل وحتى هشا، ولذلك فإنه يعلم جيدا بأن الاوضاع والاجواء في إيران مهيئة أکثر من أي وقت مضى للإنقضاض عليه وإسقاطه، ولذلك يجب عدم التعجب من الاحتياطات الامنية واسعة النطاق التي قام بإتخاذها عشية الحرب والتي يحرص عليها بعد وقف إطلاق النار خوفا من حدوث تحرکات إحتجاجية تٶدي في النتيجة الى إندلاع إنتفاضة شعبية واسعة ضده لا تتوقف إلا بإسقاطه.
ومن دون شك فإن النظام وکما قد أکد في مواقف وتصريحات عديدة، بأنه يتمکن من أن يجد حلا لأي معضلة خارجية لکنه يجد صعوبة بالغة مع الشعب الايراني إذا إنتفض بوجهه، ولذلك فإنه وبعد الذي حدث وجرى يعيش حالة من الترقب المشوبة باقلق والخوف من الشعب الايراني بعد أن صار واضحا بأنه”أي النظام” قد إنکشف أمره تماما ولم يعد يتمکن من إخفاء الحقائق، لکن من المهم هنا أيضا بأن تنتبه دول المنطقة والعالم من إن خطر وتهديد هذا النظام سيبقى إذ حالما يتمکن من إلتقاط أنفاسه وإعادة أموره وأوضاعه الى سابق عهده فإنه سيعود الى ما کان عليه، ولذلك فإن المطلوب من دول المنطقة والعالم فيما لو کانت تريد حقا أن تضمن سلامها وأمنها هو أن تبادر الى دعم وتإييد النضال المشروع للشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية وإسقاط النظام ولاسيما إدا ما إندلعت إنتفاضة بوجه النظام وهو أمر محتمل في أي لحظة.
وبهذا السياق من المهم هنا أن نشير الى ترحيب السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية في بيان صادر عنها بإقتراح وقف إطلاق النار وتأکيدها من إن “إنهاء الحرب يعد خطوة متقدمة نحو الحل الثالث: لا للحرب، لا للاسترضاء. دعوا الشعب الإيراني بنفسه يسقط خامنئي ودكتاتورية ولاية الفقيه في هذه الحرب المصيرية.” وأضافت”لقد رفض الشعب الإيراني، من خلال نضاله الممتد منذ قرن من الزمان، وبثمن باهظ من الدماء والانتفاضات المتكررة، دكتاتوريتي الشاه والملالي على حد سواء.” وأکدت”أكرر بأننا نريد إقامة جمهورية ديمقراطية خالية من الأسلحة النووية، تقوم على فصل الدين عن الدولة، والمساواة بين المرأة والرجل، والحكم الذاتي للقوميات في إيران.” والاهم من کل شئ إنها نوهت في ختام بيانها بأن”هذا هو الطريق لتحقيق السلام والديمقراطية وحقوق الإنسان، والاستقرار، والبناء، والصداقة، والتعاون، والتنمية الاقتصادية في المنطقة والعالم.”