علي صفوي يؤكد أن “الحل الثالث” هو السبيل الوحيد لإيران ديمقراطية غير نووية، وجاريت يسلط الضوء على دور المقاومة المنظمة
موقع المجلس:
في بث مباشر على منصة X يوم الجمعة 27 يونيو 2025، استضاف المعلق القانوني والسياسي الأمريكي البارز، غريغ جاريت، السيد علي صفوي، عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في حوار جاء في توقيت بالغ الحساسية. وفي ظل الأجواء المتوترة التي أعقبت الضربات العسكرية الأمريكية على منشآت النظام الإيراني النووية والحديث عن وقف إطلاق نار هش، تم تسليط الضوء على التطورات المتسارعة في إيران والمنطقة، وبحث مستقبل إيران في ظل الأزمة النووية والمطالب الشعبية المتزايدة للتغيير الديمقراطي.
Inside Iran with @amsafavi https://t.co/qGDv9MdvHj
— Gregg Jarrett (@GreggJarrett) June 26, 2025
ركز الحوار على رؤية المعارضة الإيرانية للحل، حيث قدم السيد صفوي تحليلًا معمقًا لضعف النظام من الداخل، وقوة المقاومة المنظمة، مؤكدًا على ضرورة تبني المجتمع الدولي لسياسة حازمة تدعم الشعب الإيراني في سعيه للحرية.
سياق متوتر ورؤية “الحل الثالث“
انطلق الحوار من السياق الإقليمي المتأزم، الذي شهد تصعيدًا كبيرًا منذ 13 يونيو، وبلغ ذروته مع الضربات العسكرية الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية رئيسية في فوردو ونطنز وأصفهان. وفي هذا الإطار، طرح السيد صفوي رؤية المقاومة الإيرانية التي تقودها السيدة مريم رجوي، والتي تُعرف بـ”الحل الثالث”. وأوضح أن هذا الحل يرفض مسارين خاطئين: الأول هو سياسة الاسترضاء التي أثبتت فشلها على مدى عقود، والتي لم تؤد إلا إلى تمكين النظام من قمع شعبه وتصدير الإرهاب والمضي قدمًا في برنامجه النووي. أما المسار الثاني فهو الحرب أو التدخل العسكري الخارجي، الذي لا يخدم تطلعات الشعب الإيراني.
وأكد صفوي أن الحل يكمن في “لا للإسترضاء، لا للحرب، نعم لتغيير النظام على يد الشعب الإيراني والمقاومة المنظمة”. هذه الرؤية تضع مسؤولية التغيير على عاتق الإيرانيين أنفسهم، مع مطالبة المجتمع الدولي بوقف دعم النظام والاعتراف بحق الشعب في تقرير مصيره.
قمع الداخل والبديل الديمقراطي
للبرهنة على الطبيعة الإجرامية للنظام وعدم قابليته للإصلاح، استشهد صفوي بالوضع المأساوي لحقوق الإنسان في إيران. وأشار إلى أن القمع لم يتوقف يومًا، بل أصبح أكثر وحشية، مستشهدًا بتقارير دولية مثل تقارير منظمة العفو الدولية التي وثقت انتهاكات واسعة للعدالة، بما في ذلك الاعتماد على اعترافات منتزعة تحت التعذيب وإصدار أحكام قاسية مثل الجلد.
وفي مقابل هذه الصورة القاتمة، قدم صفوي البديل الديمقراطي الذي يطرحه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وهو إقامة جمهورية برلمانية علمانية وغير نووية، تقوم على مبادئ فصل الدين عن الدولة، والمساواة الكاملة بين الجنسين، واحترام حقوق جميع المواطنين بغض النظر عن عرقهم أو دينهم. وأوضح أن هذا البديل ليس مجرد شعار، بل هو برنامج سياسي مفصل ومدروس، يحظى بدعم واسع داخل إيران وخارجها.
التغيير من الداخل: دروس التاريخ ودور المقاومة المنظمة
ركز الحوار بشكل كبير على أهمية أن يكون التغيير نابعًا من الداخل. واستحضر صفوي دروس التاريخ، مشيرًا إلى أن الثورة الإيرانية عام 1979، على الرغم من أنها كانت انتفاضة شعبية ضد ديكتاتورية الشاه، إلا أنها أدت إلى صعود نظام أكثر تسلطًا بقيادة الخميني بسبب غياب بديل ديمقراطي منظم آنذاك. ومن هذا المنطلق، شدد على الدور المحوري الذي تلعبه اليوم شبكة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية داخل البلاد، والتي تعمل كقوة منظمة تقود الاحتجاجات وتكشف عن المشاريع السرية للنظام، مثل برنامجه النووي، وتمنع النظام من قمع وإخماد شعلة المقاومة بالكامل.
وأكد أن هذا النهج، الذي يعتمد على “التغيير من الداخل”، يهدف إلى تجنب الفوضى أو الحرب الأهلية التي قد تنجم عن فراغ السلطة أو التدخل الخارجي، وهو ما حذرت منه العديد من التحليلات السياسية.
صدى دولي ودعوات للتضامن
ناقش الحوار أيضًا ردود الفعل الدولية، حيث أشار صفوي إلى المواقف التي اتخذتها دول مثل أستراليا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، والتي أكدت على ضرورة منع إيران من امتلاك السلاح النووي. ومع ذلك، شدد على أن هذه المواقف يجب أن تُترجم إلى سياسات عملية وحازمة، تشمل إدراج حرس النظام الإيراني على قوائم الإرهاب الدولية وقطع العلاقات الدبلوماسية مع نظام وصفه بأنه “عراب الإرهاب الدولي”.
كما تمت الإشارة إلى الدعم الشعبي العالمي الهائل الذي حظيت به الانتفاضات الإيرانية، مثل تلك التي اندلعت بعد مقتل مهسا أميني عام 2022، والتي شهدت تفاعلًا غير مسبوق على وسائل التواصل الاجتماعي. واعتبر صفوي أن هذا التضامن العالمي يشكل سندًا معنويًا وسياسيًا هامًا للشعب الإيراني، ويجب أن يتطور إلى ضغط سياسي حقيقي على الحكومات لدعم تطلعات الشعب الإيراني نحو الديمقراطية.
في الختام، شكل الحوار بين علي صفوي وغريغ جاريت منصة مهمة لتوضيح رؤية المعارضة الإيرانية في وقت حاسم. وأكدت المناقشة على أن الأزمة الحالية ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل هي نتيجة طبيعية لطبيعة نظام استبدادي يمثل تهديدًا لشعبه وللعالم. والحل، كما طرحه صفوي، لا يكمن إلا في دعم نضال الشعب الإيراني من أجل بناء مستقبل جديد، مستقبل ديمقراطي وسلمي.