موقع المجلس:
في تقرير نشرته صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية، حذرت السلطات الفرنسية من تهديد إرهابي متصاعد يفرضه النظام الإيراني على الأراضي الفرنسية، مما دفع وزارة الداخلية إلى رفع حالة التأهب الأمني في البلاد، مع التركيز بشكل خاص على حماية المعارضين الإيرانيين والمجتمع اليهودي.
وذكرت الصحيفة أنه منذ منتصف شهر يونيو، طلب وزير الداخلية، برونو روتايو، من جميع المحافظين وقادة الشرطة والدرك إيلاء “اهتمام خاص لجميع الأماكن التي يمكن أن تكون هدفاً لأعمال إرهابية أو أعمال خبيثة من قبل قوة أجنبية”، مشيرة إلى أن “كل الأنظار تتجه إلى طهران”. وبناءً على ذلك، تم تعزيز الدوريات الأمنية في إطار خطة الطوارئ القصوى حول دور العبادة والمدارس والمواقع الاستراتيجية.
وأشار الوزير روتايو، الذي يُعد من أكثر الشخصيات إطلاعاً في البلاد، بإصبع الاتهام مباشرة إلى “نظام الملالي الذي حاول تنفيذ عدة هجمات إرهابية على الأراضي الفرنسية، والتي باءت بالفشل بالطبع”. وكانت إشارة الوزير بشكل خاص إلى العملية الإرهابية التي تم إحباطها قبل عدة سنوات، والتي كانت تستهدف بتفجير ضخم تجمعاً كبيراً للمعارضة الإيرانية في مدينة فيلبينت. كان من المتوقع أن يشارك في ذلك التجمع آلاف من معارضي النظام، بما في ذلك ضيوف أمريكيون بارزون مثل بيل ريتشاردسون ورودولف جولياني. ورغم أن هؤلاء كانوا ضمن الأهداف، إلا أنه كان يُعتقد أن الهدف الرئيسي هو السيدة مريم رجوي، رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. وقد تم إلقاء القبض على أعضاء الخلية الإرهابية قبل تنفيذ عمليتهم، بينما كانوا على اتصال مع ضابط مخابرات إيراني كان يعمل “تحت غطاء” دبلوماسي في سفارة النظام بفيينا.
ويرى مراقبون أن تلك المحاولة جاءت بأمر مباشر من طهران بعد سلسلة من المظاهرات الكبيرة التي شهدتها إيران، والتي نسبها علي خامنئي إلى “أعداء الجمهورية الإسلامية”. واليوم، يخشى المسؤولون الفرنسيون من أن هؤلاء المعارضين في المنفى قد يكونون مرة أخرى في مرمى نيران أجهزة مخابرات النظام. وقد أشار الوزير روتايو إلى أن الجالية الإيرانية في فرنسا تتكون من عشرات الآلاف من الأفراد، معظمهم من المعارضين، والكثير منهم من أنصار منظمة مجاهدي خلق الایرانیة.
وفي اجتماع ترأسه مع جميع قادة قوات الأمن الداخلي، أكد وزير الداخلية أنه “يقظ للغاية”، محذراً من خطر “الهجمات المستهدفة”. وشرح أسلوب عمل النظام قائلاً: “النظام الإيراني يستخدم ‘وكلاء’، أي وسطاء، من الموالين المرتبطين بالجريمة المنظمة وتهريب المخدرات، والذين قد لا يعرفون حتى أن الأوامر تأتي في الواقع من النظام الإيراني. هكذا يعملون”. وكشف الوزير أن “عشرات الأشخاص” يخضعون حالياً للمراقبة من قبل أجهزة مكافحة الإرهاب الفرنسية، وأن هدفهم المحتمل هو “مهاجمة أهداف مدنية” لـ”زيادة الشعور بانعدام الأمن بين معارضي النظام الإيراني وفي المجتمع اليهودي”.