نشاط وحدات المعارضة في داخل ایران
صوت کوردستان- محمد حسين المياحي:
يرکز النظام الايراني کثيرا على التصريحات النارية والتلويح بالتهديد يمنة ويسرة بعد ضرب المواقع النووي في فوردو ونطنز وإصفهان، وحتى إنه يلوح بأن لديه إمکانيات لم يقم بإستخدامها لحد الان، ولکن وکما يرى أغلب المراقبين السياسيين المختصين بالشأن الايراني من إن هذا النظام وبعد الانحسار الذي جرى لمشروعه في المنطقة وهذه الضربة العنيفة، فإنه لم يعد کما کان من قبل وإن کل ما يفعله من أجل الإيحاء بذلك هو مجرد فواصل مسرحية مملة لم تعد تثير الاهتمام.
التصعيد الملفت للنظر في خطاب النظام الايراني يأتي أساسا لأنه يعلم جيدا بأن تدمير برنامجه النووي ومن قبل مشروعه في المنطقة، يعني وضعه أمام مسائلة أمام الشعب الايراني عما قام بهدر لأموال وإمکانيات الشعب الايراني في أمور لا تخدم مستقبله ومستقبل أجياله بل وحتى إن ما قد قام به قد إنعکس سلبا على أوضاع الشعب الايراني وجعله يدفع ثمنا باهضا من جراء ذلك، وإن النظام ولکي يتهرب من هذه المسٶولية فإنه کعادته ودأبه دائما يسعى للتصعيد وإثارة أجواء الرعب والتوتر من أجل صرف الانظار عن حقيقة الامور وعن مسٶوليته فيما قاد الاوضاع إليه بسبب من ذلك.
لکن، من غير الممکن أبدا أن يتمکن النظام من ممارسة الکذب والتمويه على الشعب وإخفاء الحقيقة المرة، وحتى إن زعيمة المعارضة الايرانية السیدة مريم رجوي، عندما أعلنت في بيان لها على أثر ما جرى من”خامنئي مسؤول عن مشروع معاد للوطن كلف الشعب الإيراني، بالإضافة إلى الأرواح الكثيرة التي أزهقت، ما لا يقل عن تريليوني دولار، والآن تلاشى هباء.” وتأکيدها على إنه”لا للمساومة، لا للحرب، نعم لإسقاط الديكتاتورية الدينية على يد الشعب والمقاومة الإيرانية. فلنتقدم نحو إيران حرة وجمهورية ديمقراطية غير نووية تقوم على فصل الدين عن الدولة والمساواة بين المرأة والرجل.”، فإنها تريد من خلال ذلك إماطة اللثام عما ينتظر النظام من غضب شعبي عما قام بإرتکابه طوال 47 عاما من حکمه القمعي وقد آن الاوان لکي يتنفس الشعب الايراني الصعداء ويسقط الدکتاتورية الدينية المسٶولة عن جر إيران والشعب الايراني الى متاهاة ومنعطفات بالغة الخطورة.
الضجة التي يثيرها النظام الايراني وسعيه الى إستمرار المواجهة مع إسرائيل، إنما هو أجل التغطية على أوضاعه الداخلية الخطيرة وتيقنه من إن الشارع الايراني قد يشتعل في أي لحظة ضده لکي يضع حدا لهذا النظام المارق الذي أثقل کاهل الشعب الايراني بمغامراته الطائشة والمجنونة وإن هذا الامر قاب قوسين أو أدنى.