بقلم – نظام مير محمدي:
في مقال تحليلي نشره موقع “تاون هال” الأمريكي، يقدم الأستاذ إيفان ساشا شيهان، عميد كلية الشؤون العامة والدولية في جامعة بالتيمور، رؤية نقدية حادة لمحاولات رضا بهلوي، الوريث المنفي للنظام الشاه المخلوع، لتقديم نفسه كمنقذ لإيران في وقت يقترب فيه نظام الملالي من نهايته. ويجادل الكاتب بأن بهلوي لا يمثل حلاً، بل هو عودة رجعية إلى ماضٍ استبدادي مرفوض.
ويشير الكاتب إلى أن بهلوي هو وريث نظام ملكي استمر حكمه لعقود، وتميز بالقمع الوحشي، وسحق الحريات المدنية، وتدمير المعارضة الديمقراطية. ويرى أن الحكم الاستبدادي لوالده هو الذي مهد الطريق وزرع بذور الثيوقراطية الحالية، مقدماً البلاد “على طبق من فضة للملالي”. واليوم، ومن منفاه المترف الذي يعيش فيه على ثروات يُعتقد على نطاق واسع أنها نُهبت من الشعب الإيراني، يقدم بهلوي نفسه كمنقذ، على الرغم من أنه لم يتولَّ أي منصب عام، ولم يقد أي مؤسسة ديمقراطية، ولم يخاطر بأي شيء من أجل حرية الإيرانيين.
ويرى شيهان أن مواقف بهلوي غالباً ما تخدم بشكل مباشر رواية الثيوقراطية الحاكمة، حيث تعزز الوهم بأن المعارضة الديمقراطية منقسمة وأنه لا يوجد بديل قابل للتطبيق للوضع الراهن، مما يترك الحكومات الغربية أمام خيار إنقاذ الملالي من الانهيار. ويستشهد الكاتب بصحيفة “وطن امروز” الحكومية التي كتبت في وقت سابق من هذا العام: “لقد أدت الخلافات إلى تقليص نفوذ المعارضة بالكامل… لقد انتهى الأمر ببهلوي والملكيين لصالح إيران والجمهورية الإسلامية. فمن خلال خلق الانقسامات وإضعاف الوحدة، مهدوا عملياً لانهيار فكرة الإطاحة وحولوها إلى سيرك”.
ويضيف الكاتب أن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو اعتراف بهلوي بوجود اتصالات مع حرس النظام الإيراني، وهي منظمة تصنفها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية، وهذه الاتصالات، باعترافه، تمتد على مدى عقدين. كما أن دعوته لتقديم أموال أجنبية لتحفيز المنشقين من داخل النظام لا تخدم إلا دعاية النظام التي تصور المعارضة كعملاء للخارج. بالإضافة إلى ذلك، فإن استراتيجيته الوحيدة المعلنة، وهي “العصيان المدني”، تبدو ساذجة وغير كافية على الإطلاق في مواجهة آلة قمع منظمة ووحشية.
ويخلص شيهان إلى أن تردد بهلوي بشأن طبيعة النظام الشاه يضعه في مواجهة مباشرة مع أمة رفضت “عمامة الملالي وتاج الشاه” على حد سواء. ويؤكد أن البديل الحقيقي، الذي يتم تقديمه بوضوح وقناعة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ورئيسته المنتخبة مريم رجوي، هو جمهورية ديمقراطية وعلمانية لا تقوم على الأوهام، بل على “التضحية والتنظيم والاستراتيجية”. وهذا، بحسب الكاتب، هو البديل الوحيد الذي يستحق الدعم.