صوت کوردستان- منى سالم الجبوري:
طوال أکثر من 4 عقود، دأب المجلس الوطني للمقاومة الايرانية(المعارضة الرئيسية الفعالة بوجه النظام الايراني) على لتأکيد بأن رأس الفتنة وأساس المشکلة والعقدة في زعزعة أمن وإستقرار المنطقة وإثارة الحروب والازمات، يکمن في النظام القائم في إيران منذ 46 عاما وهو العامل الرئيسي وراء معظم الحروب والازمات التي حلت ببلدان المنطقة طوال الاعوام الماضية.
ما قد أکدت عليه المقاومة الايرانية من التحذير المستمر من المخططات والنشاطات المشبوهة للنظام الايراني وضرورة مواجهتها وعدم السماح لوکلاء النظام بأن يتصرفوا کما يتفق ومصلحة النظام وأهدافه المشبوهة، لم يکن من أجل الدعاية للمقاومة الايرانية بل وکما أثبتت الاحداث والتطورات فإنه کان من أجل مصلحة شعوب وبلدان المنطقة وعدم تورطها بالمغامرات الطائشة لهذا النظام.
لو نظرنا لما قد حدثت من حروب وأزمات خطيرة وحساسة في بلدان المنطقة طوال الاعوام المنصرمة، فإن النظام الايراني کان المسبب الاساسي والمستفيد الوحيد منها فيما إنها قد إنعکست سلبا على شعوب وبلدان المنطقة والعالم وألحقت ضررا بليغا بمصالح دول المنطقة، أما ما يحدث حاليا فإنه ومن دون شك حاصل تحصيل السياسات المشبوهة للنظام الملالي وسعيه الحثيث من أجل حيازة السلاح النووي وتهديد أمن وإستقرار الدول، وإن هذا النظام ومنذ الاعوام الاولى لتأسيسه قد قام على أساس من قمع الشعب الايراني والتدخل في بلدان المنطقة وإثارة الحروب فيها والسعي من أجل حيازة السلاح النووي، وهو لازال يصر على هذه المرتکزات الثلاثة ولا يمکن أن يتخلى عنها لأن تخليه عنها يعني سقوطه، ومن هنا فإن بقائه يعني بقاء الخطر والتهديد المحدق بالمنطقة والعالم.
التصور بإمکانية أن يصبح هذا النظام في يوم من الايام نظاما يمکن لبلدان المنطقة والعالم أن يتعايشوا معه أو أن يتخلى عن نهجه المتطرف وعن سياساته المزعزعة للأمن والسلام، فإنه تصور خاطئ وبعيدا عن المنطق وعن الواقع ولاسيما وإن تجربة 46 عاما لبلدان المنطقة والعالم مع هذا النظام قد أثبتت بأنه يصر على ما هو عليه وغير مستعد إطلاقا للتخلي عن نهجه وسياساته، وطالما بقي هذا النظام فإن المشکلة والعقدة المستعصية المحدقة بالامن والسلام في المنطقة سوف تبقى، ولاريب من إن الشعب الايراني يعتبر من أکبر المتضررين من بقاء وإستمرار هذا النظام وحتى إنه قد بادر الى القيام بأربعة إنتفاضات شعبية عارمة من أجل إسقاطه لکن المجتمع الدولي لم يقف الى جانبه کما ينبغي، وإن الحل الوحيد لهذه المشکلة والعقدة يکمن في دعم وتإييد النضال المشروع من أجل الحرية وإسقاط النظام للشعب والمقاومة الايرانية وهو الامر الذي سينعکس إيجابا على إيران والمنطقة والعالم.