مؤتمر “إيران حرة 2025“ في باریس
موقع المجلس:
لخصت النائبة الإيطالية نايكه غروبيوني وفي شهادة مؤثرة على التضامن الدولي، ومن على منبر مؤتمر “إيران حرة 2025“، لخصت رسالة بلادها الجوهرية، وذلك عقب تقديم وفد برلماني إيطالي وثيقة تاريخية موقعة من أغلبية أعضاء البرلمان إلى السيدة مريم رجوي. أكدت غروبيوني أن الآمال التي يحملها الشعب الإيراني في قلبه من أجل وطن ديمقراطي، هي ذاتها الآمال التي يتشاركها معه المجتمع الدولي.
وفي معرض حديثها عن البيان، قالت غروبيوني: “هذه خطوة تاريخية، ورسالة قوية تتجاوز الانقسامات السياسية وتتحدث بصوت واحد: إيطاليا تقف إلى جانب الحرية. إن خطة السيدة رجوي ليست مجرد برنامج سياسي، بل هي رؤية واضحة: إيران ديمقراطية، تفصل بين الدين والدولة، وتلغي عقوبة الإعدام. إيران تتمتع فيها المرأة بحقوق متساوية، وتُجرى فيها انتخابات حرة وشفافة، وتحظى فيها الكرامة الإنسانية بالاحترام. هذا الطموح، الذي كان يبدو حلماً، يتحول اليوم إلى إمكانية حقيقية بفضل قوة المقاومة وقيادة السيدة رجوي. إن المقاومة الإيرانية، من خلال وحدات الانتفاضة، تغير وجه إيران من الداخل. والبرلمان الإيطالي يرسل إليهم اليوم رسالة واضحة: أنتم لستم وحدكم. آمال الشعب الإيراني هي آمالنا أيضاً. تحية للمقاومة الإيرانية ولكل من يناضل من أجل الحرية. عاشت إيران حرة، عادلة، وفي سلام مع العالم”.
وكما أن لهذا التضامن الإنساني العميق وجه مشرق، فإن وجهه الآخر تمثل في الإدانة القاطعة للطبيعة اللاإنسانية التي يتسم بها نظام الملالي. وفي هذا الصدد، قال كارستن مولر، عضو البرلمان الفيدرالي الألماني، بوضوح: “نظام الملالي الحاكم في إيران قد اختطف هذا البلد ذا الثقافة الغنية، ويقوم بتصدير فاشيته الدينية و إرهابه إلى خارج حدود إيران. هذا النظام فاسد حتى العظم، ويرتكب في الداخل أسوأ أنواع الجرائم ضد الإنسانية. لكننا جميعاً في جميع أنحاء العالم لدينا أمل في الرجال والنساء الشجعان في إيران الذين يدعون إلى المظاهرات والاحتجاجات وينظمونها. نحن هنا اليوم لنكرم الرجال والنساء الذين يناضلون ويواصلون النضال. لقد خاضوا صراعاً صعباً لا يزال مستمراً، ولكن يجب علينا أن نواصل دعمهم، لأن الحرية هي أثمن ما يملكه الإنسان، ويجب أن نستمر في دعمها. فبدون حرية، لا وجود للإنسانية”.
أما البُعد الآخر الذي يمنح هذا الأمل المشترك عمقاً ومعنى، فهو التقدير الكبير للتضحيات الجسيمة والثمن الباهظ الذي دفعته المقاومة الإيرانية في معركتها ضد نظام الملالي اللاإنساني؛ وهو فهم مشترك يوضح لماذا أصبحت آمال الشعب الإيراني هي نفسها آمال الشعوب التواقة للحرية في أنحاء أخرى من العالم. وفي هذا السياق، قال راسموس هانسون، عضو البرلمان النرويجي، مشيراً إلى الآلاف الذين فقدوا أرواحهم في سجون النظام: “إن النضال من أجل الإطاحة بالديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران هو صراع شاق ضد مجرمين لا يرحمون. أنتم تواصلون النضال من أجل الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان. هذا النضال الذي تواصلونه مؤثر جداً بالنسبة لي، وهو حقاً مصدر سعادة وأمل لنا. أينما كانت الديمقراطية في خطر، يصبح النضال عالمياً. لذا، استمروا في هذا الطريق، ونحن ندعمكم. نضالكم هو نضالنا. نحن نناضل معاً”.
وهنا يكمن جوهر القضية، والآمال المشتركة في الحرية تنبع من نضال مشترك ضد الديكتاتورية. وهذا هو المعيار الذي يميز المقاومة التحررية والأصيلة عن المدعين الذين يتحدثون عن الحرية والديمقراطية بشكل صوري و”بدون تكلفة”، لكنهم في الحقيقة يتصالحون مع الديكتاتورية ونظام الإعدام والمجازر. الأمل المشترك يولد ويُصنع في خضم المعركة والصراع ضد الديكتاتورية اللاإنسانية. وهذا هو السر الذي يجعل السيدة نايكه غروبيوني تقول نيابة عن أغلبية البرلمان الإيطالي: “آمال الشعب الإيراني، هي آمالنا أيضاً”.