الجمعة, 20 يونيو 2025

مريم رجوي الرئيسة الجمهورية لإيران المستقبل

مريم رجوي

اجتماع إيران حرة 2023: إلى الأمام نحو جمهورية ديمقراطية

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

ماتثير الإعجاب بشأن مجاهدي خلق

أحدث الاخبارایران.. الدیکتاتوریة الدینیة و مأزق الازماة الممیة

ایران.. الدیکتاتوریة الدینیة و مأزق الازماة الممیة

موقع المجلس:

اوصلت الاحتجاجات العارمة في إيران رسالتها السياسية لنظام الملالي. حیث اضحی الاستغلال هو أعمق جرح تعاني منه مختلف فئات الشعب الإيراني في أكثر الحقب طبقية في تاريخ البلاد. وقد تجاوزت المقاومة ضد هذا الاستغلال المنظم حدود التهدئة والمساومة، والآن بعد أن بلغ السيل الزبى بالكادحين، تنضم فئات مختلفة يومياً إلى صفوف إضراب سائقي الشاحنات. فقد انضم سائقو سيارات الأجرة في مدينتي سبزوار وأراك إلى إضراب سائقي الشاحنات. كما أصدرت نقابة عمال شركة حافلات طهران وضواحيها بياناً أعلنت فيه دعمها لإضراب سائقي الشاحنات وأدانت اعتقالهم وتهديدهم.

“واصلوا حتى يُحل الأمر”: صدى الوحدة في الشارع

في مثال آخر على الانضمام إلى صفوف المضربين، يقول أحد السائقين المشاركين في إضراب سائقي الشاحنات في مدينة سبزوار: “الآن انضم إلينا ليس فقط سائقو الشاحنات، بل أيضاً سائقو الصهاريج وشاحنات النيسان الصغيرة. أطلب من سائر السائقين، إذا كانوا يريدون النجاح المهني والمالي لأنفسهم ولزملائهم، أن ينضموا إلينا، كما نطلب من المواطنين الآخرين دعم السائقين في هذا المسار. لحل هذه الأزمات، يجب علينا جميعاً أن نساعد بعضنا البعض.” [موقع “إيكونكار”، 31 مايو/أيار 2025].

لقد مضى أحد عشر يوماً على الإضراب المتواصل لسائقي الشاحنات، وامتد ليشمل 155 مدينة في 31 محافظة إيرانية، وتشير بعض التقارير إلى أن عدد المدن المضربة قد وصل إلى 163 مدينة. المهم في الأمر هو استمرار واتساع الإضراب كحق مسلم للكادحين في مواجهة الاستغلال الجامح الذي يمارسه حكام ولاية الفقيه.

وتتميز حركة المضربين بوعيهم تجاه أساليب القمع والترغيب والترهيب الحكومية. وقد أعلن سائقو الشاحنات في أحدث بيان توضيحي وكاشف لهم: “اعتقال زملائنا زاد من قوة اتحادنا، ونطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع زملائنا المعتقلين”.

النظام في مأزق: لا حلول للأزمات المتفاقمة

بعد مرور أحد عشر يوماً على إضراب سائقي الشاحنات، يبدو أن النظام الحاكم لا يملك أي حل. السبب واضح؛ فمن ناحية، يعلم النظام أنه سرق ونهب كل ما تملكه الفئات المختلفة، وفي خضم الأزمة الاقتصادية، ليس لديه أي رد مهني أو اقتصادي مقنع. ومن ناحية أخرى، يواجه موجة دعم من فئات أخرى، وهو ما يحمل رسالة سياسية مفهومة للحكم. يقول المضربون لخامنئي إنه رغم 1275 عملية إعدام في عهد بزشكيان و170 عملية إعدام فقط في شهر أرديبهشت (أبريل/مايو) 2025، فقد فشل في كسر عزيمة الشعب في المطالبة بحقوقه، ولم يضف سوى المزيد إلى سجله الإجرامي.

حتى وسائل الإعلام الحكومية، التي تحاول تصوير الإضراب على أنه مجرد قضية مهنية بحتة وقابلة للمساومة بين الحكومة والشعب، تجد نفسها مجبرة، أمام الاستغلال الواضح للفئات المختلفة، على الإقرار بأن هذا الوضع هو نتاج “حكومات غير كفؤة وسياسات اقتصادية مدمرة للبيوت”: “اقتصاد البلاد مريض ومنهك، ومن الطبيعي أن تعبر الفئات الاجتماعية والمجموعات المهنية، كلٌ لسبب وبطريقة ما، عن احتجاجها. هذه مصيبة حلت بالبلاد بسبب بعض الحكومات غير الكفؤة والسياسات الاقتصادية المدمرة للبيوت.” [صحيفة “هم ميهن”، 1 يونيو/حزيران 2025، أحمد زيد آبادي].

الجرح الطبقي والاستغلال: وقود المقاومة

إن الجرح الطبقي والاستغلال المتجذر الناجم عنه، هما من أهم ساحات وأسباب الإضراب والمقاومة والنضال للغالبية الساحقة من الشعب الإيراني ضد نظام الملالي الطبقي والمستغل. ومما لا شك فيه أن خامنئي و”مطبخ قرار” النظام يعيشون في حالة من الرعب من استمرار واتساع إضراب واتحاد السائقين؛ لأنهم يدركون جيداً حجم الأزمة الاقتصادية المتفاقمة وآثارها السياسية المباشرة على وجود النظام؛ أزمة داخل أزمة ستؤدي إلى تفجر غضب مجتمع متربص وانفجاره بشكل متسلسل كقطع الدومينو. ولهذا السبب، فإن اتحاد الفئات والقطاعات المضربة هو أهم عامل في إفشال محاولات النظام لكسر الإضراب.

إن الرسالة السياسية لهذه الاحتجاجات العارمة واضحة: لقد تجاوز الشعب الإيراني مرحلة المطالبة بإصلاحات جزئية، وبات يرى أن الحل الوحيد يكمن في تغيير جذري للنظام الذي أوصل البلاد إلى هذا الدرك من الفقر والقمع والفساد. إن تكاتف الفئات المختلفة، من سائقي الشاحنات إلى الخبازين والمعلمين والمتقاعدين، وتحول مطالبهم المهنية إلى صرخة سياسية موحدة، ينذر بأن نظام الملالي يواجه أخطر تحدٍ لوجوده منذ تأسيسه.

المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
Privacy Overview

This website uses cookies so that we can provide you with the best user experience possible. Cookie information is stored in your browser and performs functions such as recognising you when you return to our website and helping our team to understand which sections of the website you find most interesting and useful.