موقع المجلس:
خرجت عائلات عدد من السجناء السياسيين المحكوم عليهم بالإعدام في طهران للاحتجاج أمام سجن إيفين ضد أحكام الإعدام الجائرة، بالتزامن مع دخول حملة “ثلاثاءات لا للإعدام” أسبوعها الحادي والسبعين، وإضراب السجناء السياسيين في 46 سجناً عن الطعام، في موجة تضامن لافتة، قام شباب منتفضون في العديد من المدن الإيرانية بأنشطة متنوعة دعماً لاحتجاجات الأهالي وللسجناء المضربين، مؤكدين أن سياسة الترهيب عبر الإعدام التي ينتهجها النظام الإيراني باتت تأتي بنتائج عكسية.
وقفة احتجاجية شجاعة لعائلات المحكومين بالإعدام
تجمعت عائلات السجناء السياسيين محمد تقوي، وحيد بني عامريان، بابك عليبور، بويا قبادي، بهروز إحساني، مهدي حسني، منوجهر فلاح، شاهرخ دانشوركار، أبو الحسن منتظر، ومحمد جواد وفائي ثاني، أمام سجن إيفين، رافعين أصواتهم ضد أحكام الإعدام الظالمة الصادرة بحق أبنائهم. وفي كرج أيضاً، قام والد ووالدة السجين السياسي وحيد بني عامريان، وهما يحملان صورة ابنهما، بالمطالبة بإلغاء جميع أحكام الإعدام الجائرة.
تضامن شبابي واسع في مختلف المدن
امتدت موجة التضامن لتشمل العديد من المدن الإيرانية، حيث قام شباب منتفضون في طهران، أصفهان، رشت، شيراز، كرمانشاه، أنزلي، تبريز، زنجان، شبستر، كنكاور، جرجان، لاهيجان، همدان، شاهرود، مهاباد، الأهواز، فردوس، كرمان، مسجد سليمان، إيذه، بندر عباس، رامسر، بوشهر، دزفول، يزد، وساري، بأنشطة متنوعة دعماً لاحتجاجات عائلات السجناء السياسيين المحكوم عليهم بالإعدام، وتضامناً مع السجناء السياسيين المضربين عن الطعام في إطار حملة “ثلاثاءات لا للإعدام”.
وحمل هؤلاء الشباب صور السجناء ورددوا شعارات قوية مثل:
“السجين السياسي يجب أن يُحرر!”
“هذه هي الرسالة الأخيرة، إذا أعدمتم، ستقوم القيامة!”
“ردنا على الإعدام، نار الانتفاضة الحمراء!”
“أيها السجناء المقاومون، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية سندكم، شعلة نضالكم!”
“حبل مشنقة الجلاد على عنق دماوند (جبل دماوند رمز الصمود) لم يعد يجدي نفعاً!”
“لا للإعدام!”
تصاعد الإعدامات في مواجهة احتجاجات متنامية: سياسة إرهاب تأتي بنتائج عكسية
تأتي هذه التحركات الاحتجاجية والتضامنية في وقت يشهد فيه النظام الإيراني تصاعداً مقلقاً في وتيرة الإعدامات، بالتزامن مع اتساع رقعة الاحتجاجات الشعبية في مختلف القطاعات. فبدلاً من الاستجابة للمطالب المشروعة للمواطنين، يلجأ النظام إلى تكثيف حملات القمع والإعدام في محاولة يائسة لبث الخوف وإخماد أي صوت معارض.
إلا أن ما يحدث على أرض الواقع يُظهر أن حربة الترهيب عبر الإعدام التي يعتمدها النظام باتت تأتي بنتائج عكسية تماماً. فبدلاً من أن تؤدي إلى تراجع الحراك الشعبي، فإنها تزيد من حالة السخط والغضب، وتدفع بالمزيد من المواطنين، وخاصة الشباب وعائلات الضحايا، إلى كسر حاجز الخوف والتعبير عن رفضهم لهذه السياسات الوحشية. إن شجاعة عائلات المحكومين بالإعدام في الخروج إلى الشوارع، والتضامن الواسع الذي يلاقونه من قبل الشباب في مختلف المدن، والتحدي الذي يبديه السجناء السياسيون من خلف القضبان عبر إضرابهم عن الطعام، كلها مؤشرات على أن سياسة الإرهاب لم تعد قادرة على إسكات صوت الشعب التواق للحرية والعدالة.
إن استمرار حملة “ثلاثاءات لا للإعدام” وتوسعها لتشمل 46 سجناً، إلى جانب الاحتجاجات المتواصلة في الشوارع، يبعث برسالة قوية إلى النظام مفادها أن الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة لن يستسلما لآلة القتل، وأن النضال من أجل إنهاء عقوبة الإعدام وتحقيق الديمقراطية سيستمر حتى إسقاط هذا النظام وتحقيق تطلعات الشعب الإيراني في الحرية والكرامة.