استمر الإضراب العام لسائقي الشاحنات والمركبات الثقيلة يوم الخميس، 29 أيار / مايو، لليوم الثامن على التوالي، متحديًا إجراءات القمع والتهديدات والترهيب القضائي والوعود الزائفة، بقوة ووحدة لافتة، واتسع نطاقه ليشمل مدنًا جديدة مثل مريوان، أنزلي، آسمانآبادي في إيلام، كَهَك في قم، ليبلغ عدد المدن المشاركة ما لا يقل عن 140 مدينة في 30 محافظة.
وأظهرت المقاطع المصورة المنشورة فراغ الطرقات الحيوية للنقل الترانزيتي مثل طريق بندرعباس – شيراز، مشهد، أراك، قزوين، وشهركُرد من حركة الشاحنات. وفي ظل الذعر من تصاعد الإضراب وازدياد موجة السخط، أطلق نظام الملالي قافلة من شاحنات الحرس تحت غطاء “قافلة شحن السلع الأساسية لمحافظة طهران”.
كما انضم سائقو سيارات “نيسان” في نيشابور يوم أمس إلى حركة الإضراب. وقد أعلنت شرائح اجتماعية عديدة دعمها للإضراب، منها المتقاعدون والمعلمون وعمّال قطاع النفط والنساء والممرضات والمدافعون عن حقوق الطفل ومعارضو الإعدام، مؤكدين في بيانات دعمهم أن صوت سائقي الشاحنات يعكس المطالب المحقة للملايين من الكادحين والعمال في إيران.
أعلن سائقو الشاحنات اليوم أن عدداً منهم قد اعتُقل في محافظات أصفهان، هرمزغان، فارس، كرمانشاه، كِيلانغرب، أردبيل، وخوزستان، وطالبوا بالإفراج الفوري وغير المشروط عنهم. كما رفضوا بشدة وعود المسؤولين الحكوميين، وعلى رأسهم رضا رستمي رئيس لجنة النقل والخدمات اللوجستية في غرفة التجارة والصناعة والمعادن والزراعة، ورئيس لجنة الإعمار في البرلمان، الذين وعدوا بدراسة تعرفة النقل وقضايا التأمين والوقود حتى نهاية حزيران / يونيو، واعتبروا هذه الوعود مجرد حيلة لكسر الإضراب.
من جانبه، أعلن الحرس في خوزستان في بيان له عن اعتقال من قاموا بتصوير الإضراب في ميناء الإمام. كما صرّح المدعي العام المجرم لمحافظة فارس، كامران ميرحاجي، أن من منعوا حركة الشاحنات قد اعتقلوا وتَمّ فتح ملفات قضائية بحقهم، مهددًا باتخاذ “إجراءات صارمة ضد المخلّين” (وكالة مهر، 28 أيار / مايو). وفي تسجيل صوتي له، قال المدعي نفسه: “بوصفي المدعي العام للمحافظة، سأدخل بالتأكيد على خطّ بطاقاتهم الذكية للوقود، وسأقوم بحجز مركباتهم إلكترونيًا وفعليًا… لن أتركهم وشأنهم”.
كما أصدرت إدارة الطرق والنقل البري في محافظة يزد بيانًا هدّدت فيه بقطع خدمات النقل عن سائقي الشاحنات الذين لا يتواجدون في محطة التحميل يوم السبت، 31 أيار / مايو، الساعة 10:00 صباحًا.
وفي تصريح يحمل طابعًا من التأخّر المفضوح يشبه اعترافات شاه في أواخر حكمه، قالت فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم حكومة بزشكيان، بتاريخ 28 أيار: “قُدّمتْ من قِبل السيدة صادق تقارير حول وضع إضراب سائقي الشاحنات، وقد أكدت الحكومة أنها ملتزمة بتلبية احتياجات جميع المواطنين، وستستمع لأصواتهم وتلبي مطالبهم” (وكالة إرنا، 28 أيار).
أما صحيفة “دنياي اقتصاد” فقد كتبت في عددها الصادر في 29 أيار: “إن إضراب سائقي الشاحنات لا يُعدّ مجرد توقف لقطاع مهني، بل هو ناقوس خطر يهدد كامل سلسلة التوريد على الطرق، التي تُشكّل الشرايين الرئيسة للاقتصاد الإيراني. يعتمد أكثر من 90٪ من نقل البضائع في إيران على قطاع النقل البري، ما يجعل من هذا الإضراب ليس مجرد مسألة نقابية بل مؤشراً على خلل مؤسسي عميق. وإذا توقفت عجلة النقل، فإن عجلة الصناعة أيضًا ستتوقف، لأن النقل بالنسبة لنا ليس مجرد طريق، بل هو شريان الحياة للإنتاج”.
أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
29 أيار / مايو 2025
صورة: صف طويل من شاحنات الإضراب