صورة للنووي الایراني
بحزاني – منى سالم الجبوري:
بعکس ما کان يجري في المفاوضات التي سبقت إبرام الاتفاق النووي للعام 2015، حيث کانت الامور تسير بصورة مريحة للنظام الايراني على أثر تعاقب جلسات التفاوض، فإن ما يجري حاليا في المفاوضات الجاريـة مع الولايات المتحدة والتي وصلت الى جلستها الخامسة، هو على العکس من ذلك تماما، إذ إن الامور تزداد صعوبة وتعقيدا على طهران ولا يوجد هناك ما يمکن أن يشير الى ليونة ومرونة أميرکية في المسائل المطروحة على الطاولة کما کان يجري في مفاوضات عام 2015.
بعد إبرام الاتفاق النووي للعام 2015، والذي قوبل بفتور واضح من جانب بلدان المنطقة لأنه کان على الاغلب مراعيا وحتى مسايرا للنظام الايراني والذي قام بعد التوقيع على الاتفاق النووي على تنشيط تدخلاته في المنطقة وسعيه من أجل توسيع دائرتها وإبتزاز دول المنطقة والعالم تبعا لذلك خصوصا بعد أن قام بتزويد وکلائه بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، والملفت للنظر إنه وفي المفاوضات الحالية الجارية وطبقا لما کشفت عنه مصادر دبلوماسية غربية للعربية /الحدث، فإن هناك 3 عقد أو عقبات أمام مسار التفاوض المعقد، والعقدة الاولى تكمن في تصفير التخصيب، أي منع السلطات الإيرانية من تخصيب اليورانيوم داخل البلاد ولو بنسة 1%، وهو المطلب أو الشرط الذي تتمسك به الإدارة الأميركية.
أما العقدة الثانية فتتجسد في الإصرار الأوروبي على وجه التحديد على إدراج البرنامج الصاروخي الإيراني ضمن المحادثات، لاسيما ما يتعلق بالصواريخ الباليستية، وهذا ما يتفق ويلقى ترحيبا من جانب بلدان المنطقة، فيما تتمثل العقدة الثالثة في طلب الجانب الأميركي إخراج كافة المخزون من اليورانيوم عالي التخصيب من داخل إيران، بينما ترفض طهران هذا الشرط، مؤكدة أنها قادرة على معالجة كميات اليورانيوم المخصبة داخل البلاد.
مع ملاحظة إن النظام الايراني يسعى الى التأکيد على رفضه لهذه المطالب الثلاث، لکن الذي يٶرقه أن مجال مناورته ومراوغته قليل جدا بحيث لا يمهله طويلا للإستفادة من العامل الزمني خصوصا وإن ولاية ترامب في بدايتها وهو أي ترامب في هذه الولاية أقوى بکثير مما کان عليه في ولايته السابقة وعلى مختلف الاصعدة، کما إننا لو إفترضنا أن المجال متاح للنظام الايراني للإستفادة من عامل الزمن، فإن الاوضاع في الداخل الايراني وعلى صعيد المنطقة والعالم ليست کما کانت في عام 2015، إذ ليست في صالح النظام الايراني وبشکل خاص الاوضاع الداخلية من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية إذ هي على أسوأ ما تکون وإنها ستصبح أکثر سوءا مع الزمن ولاسيما في ظل سياسة الضغط الاقصى التي تشتد أکثر فأکثر، مع ملاحظة مهمة وهي إنه ومع تفاقم الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتسبب
بتعاظم الاحتجاجات الشعبية بالاضافة الى النشاطات النوعية للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية على الصعيد الدولي من حيث حشد الدعم والتإييد الدولي من أجل التغيير الجذري في إيران وإسقاط هذا النظام، فإن النظام يبدو واضحا إنه يواجه منعطفا ليس کأي منعطف آخر، بل وحتى يمکن القول بأنه منعطف مصيري سيحدد مستقبل النظام!