عمال ایرانیون
موقع المجلس:
على الرغم من جميع محاولات التستر وتقديم إحصائيات مشوهة من قبل سلطات خامنئي ، كشف إعلان نائب وزير الصحة في النظام عن العدد الصادم لوفيات 10 آلاف عامل سنوياً بسبب حوادث العمل. هذا يكشف عن الكوارث الصامتة التي يعاني منها العمال في إيران تحت نظام ولاية الفقيه. تشير الإحصائيات إلى أن 96% من العمال يعملون بعقود مؤقتة، بدون أمن وظيفي أو تأمين، وفي ظروف عالية الخطورة.
في كارثة انفجار الحاويات في بندر عباس، ذكرت مصادر النظام أن أكثر من 90% من عمال شركات الشحن البحري، الذين تعرضوا للانفجار في الميناء، فُقدوا أو تحولوا إلى رماد ( صحیفة بهار نيوز)، ولم تُسجل أسماء معظمهم في أي مكان. حتى أن العديد منهم كانوا يفتقرون إلى بطاقات الهوية.
في انفجار منجم طبس بسبب تسرب غاز الميثان، قُتل ما لا يقل عن 52 عاملاً وجُرح 20 آخرون على الأقل. وذكر تقرير أُعد لمجلس النظام أن غياب التهوية اللازمة، وظروف العمل غير المناسبة، وعدم وجود معايير السلامة، ونقص معدات الحماية والسلامة كانت من أسباب هذه الكارثة. وفي انفجار منجم يورت جلستان، قُتل 44 عاملاً على الأقل بسبب نقص المتطلبات الأساسية للسلامة.
أجور بخسة وأرباح طائلة
لكن هذه ليست القصة الكاملة والمؤلمة للقتل الصامت والمنظم للعمال. فقد حُكم على عمال إيران مسبقاً بالموت التدريجي في محكمة الحاكم الخفية. فالأجور المعلنة للعمال بالكاد تغطي نفقات أسبوع واحد من حياتهم، بينما تذهب الأرباح الهائلة إلى جيوب أرباب العمل التابعين للنظام والمؤسسات المارقة المرتبطة بحرس النظام الإيراني وبيت خامنئي.
على سبيل المثال، في العام الماضي، بلغت الأرباح الصافية لـ 20 من كبرى الشركات التابعة لهيئات النظام 250 ألف مليار تومان، بينما لا يستطيع العمال بأدنى أجورهم تأمين حتى وجبة واحدة. ووفقاً لتقرير بهار نيوز التابع للنظام، لا يتجاوز استهلاك اللحوم في المجتمع العمالي كيلوغراماً واحداً سنوياً (2.5 جرام يومياً).
إمعان في الإجحاف والقمع
حدد المجلس الأعلى للعمل في النظام الحد الأدنى لأجور العمال لعام 2025 بـ 10 ملايين و399 ألف تومان، بينما تقدر تكلفة سلة معيشة الأسرة بأكثر من 35 مليون تومان. وهذا يدل على الفجوة العميقة بين دخل العمال وتكاليف المعيشة. يدفع الضغط المالي والنفسي الناتج عن حوادث العمل الأسر العمالية إلى حافة الانهيار. وتعتبر الحالات المتزايدة للانتحار بين العمال انعكاساً للظلم والقمع الجامح الذي يمارسه حكام الملالي.
لقد قام نظام الملالي بتنظيم واستغلال العمال وتحويل ثمار عملهم إلى جيوب حرس النظام الإيراني وأصحاب المناصب في النظام. أدت سيطرة حرس النظام الإيراني والمؤسسات الأمنية على المؤسسات الإنتاجية والصناعية، خاصة في قطاعات النفط والغاز والفولاذ والبتروكيماويات والتعدين، إلى تعرض العمال في هذه القطاعات لأكثر أشكال الاستغلال وحشية وانعدام الأمن الوظيفي. لا يمثل أي أحد العمال في المجلس الأعلى للعمل. يجب أن يختار العمال ممثليهم، لكن الحكومة، من خلال القمع وخلق مناخ من الخوف والرعب، لم تسمح بتشكيل منظمات عمالية مستقلة.
صوت العمال لن يخفت
لقد وقف العمال في مظاهراتهم واحتجاجاتهم ضد هذه التفاوتات والظلم. في عام 2024، وقع ما لا يقل عن 918 تجمعاً ومظاهرة عمالية.
بعد فضيحة حرس النظام الإيراني والمؤسسات التابعة لخامنئي التي تسببت في الانفجار المروع في بندر عباس بسبب تكديس المواد المتفجرة الخطرة لأغراض صاروخية، هتف المتقاعدون والعمال في يوم العمال العالمي: “من المنجم إلى الميناء، مكان قتل العامل”، “العامل يقظ، يكره التمييز”، “لا نعيش تحت نير الظلم، نضحي بأرواحنا من أجل الحرية”…
توضح تجربة 45 عاماً للعمال والكادحين في إيران في مواجهة دكتاتورية الملالي أن تنين الفساد والتمييز والنهب وعدم المساواة في نظام ولاية الفقيه المعادي للعمال، لن يُخمد إلا بالانتفاضة وإشعال النار في كل أرجاء الولاية الظالمة.