صورة للاحتجاجات في ایران- آرشیف
بحزاني – منى سالم الجبوري:
ليست الحياة العادية فقط وإنما حتى دون المستوى المتوسط صار حلما في إيران من جراء الحکم القمعي الفاسد السائد منذ 46 عاما، ولاسيما وإن نسبة من يعيشون من الشعب الايراني تحت خط الفقر في تزايد مستمر وبصورة ملفتة للنظر.
على الرغم من الحرص الشديد للنظام في إخفاء الحقائق وفرض رقابة على ذکر الحقائق والمعلومات التي تدل على الاوضاع المزرية، لکن مجرد نظرة الى الشارع الايراني والتمعن في وجوه الناس تعطي إنطباعا عن حالة الضجر والسخط من الحياة في إيران ولعل ما قد أفاد به البنك الدولي بهذا الصدد من إن تضخم المواد الغذائية تجاوز 40% ووصل إلى 168% خلال ثمانية أشهر من حكومة بزشكيان،
يضع المتابع في الصورة، إذ أن طاحونة الغلاء مستمرة بالدوران بشکل مرعب ويوما بعد يوم تسوء الاوضاع المعيشية وتتدهور أکثر فأکثر.
سوء ووخامة الاوضاع لم يعد مجرد حالة لا تأثير لها على الاوضاع العامة ولاسيما على موقف الشعب الايراني الذي يضطرم سخطا وغضبا خصوصا وإن وکالة خبراونلاین الحکومية قد حذرت من إن ناقوس الخطر لعودة التضخم ثلاثي الأرقام قد قرع مما سيٶدي بالضرورة الى زيادة تأجيج مشاعر السخط والغضب الشعبية.
بعد 46 عاما من حکم نظام ولاية الفقيه، فإن الحياة في إيران قد أصبحت بالغة الصعوبة وعلى سبيل المثال فإنه وفي مجال السکن فقد دمر تضخم الإسكان حتى حلم امتلاك منزل. فقد وصل سعر المتر المربع الواحد في طهران في أبريل 2025 إلى 110 ملايين تومان، وارتفعت فترة انتظار شراء منزل إلى أكثر من 580 عاما کما ذکر موقع(عصر إيران). وأفاد مركز البحوث التابع لمجلس النظام بـانتشار 8 نماذج من التشرد: النوم على الأسطح، والنوم في غرف المحركات، والنوم في السيارات، والنوم في القبور، والنوم المشترك في غرفة واحدة، والتنقل المستمر، وتعدد الأسر في المسكن الواحد، والسكن في الضواحي. وکل ذلك يدل ويثبت وبصورة ملموسة فشل کبير للنظام الغارق في عمليات النهب والفساد.
أما في مجال الامن الدوائي، فإن الوضع صار مروعا حيث ارتفع سعر أدوية مرضى الأمراض المستعصية بنسبة تصل إلى 400%، وحرم الكثيرون من العلاج. وتصرخ التقارير المؤلمة بأن الوصفات الطبية باهظة الثمن تدفع المرضى نحو الموت وأن صدمة ارتفاع أسعار الأدوية؛ في بعض الأحيان، يمتنع 3 من كل 10 زبائن صيدلية عن الشراء بعد رؤية السعر کما ذکرت وکالة (إيرنا).
ومن جانب آخر فإن شحة المياه وإنقطاع الکهرباء أثرت هي الاخرى وبصورة مباشرة على الاوضاع وعلى تأجيج السخط والغضب ولاسيما وإن النظام فشل ويفشل في معالجة هذه المشکلة التي تتفاقم يوما بعد يوما وإن مجموع هذه الأزمات حول المجتمع الإيراني إلى برميل بارود من الغضب، لكن كل واحدة.