صوت العراق -محمد حسين المياحي:
خلال ندوة أقيمت يوم الاحد الماضي في طهران، أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أن بلاده “ستدافع عن حقها النووي ولن ترضخ للضغوط”. وقال في كلمة؛ وفقا لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، لنا الحق في استخدام التكنولوجيا النووية السلمية لأغراض متعددة، من بينها الصحة والزراعة، والصناعة، وغيرها من المجالات الحيوية”، وهذا الکلام يأتي والوقت يمر سريا بالنسبة للمهلة التي حددها الرئيس الاميرکي ترامب للنظام لتفکيك برنامجه النووي.
لکن ما قاله بزشکيان آنفا وما تم ترديده من قبل مسٶولين إيرانيين آخريب بهذا الصدد، لم يرافقه تأکيد عملي لذلك بل وإن الامر کان دائما على العکس وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإنه وفي 8 مايو، كشفت المقاومة الإيرانية عن “موقع نووي جديد وسري” يدعى “قوس قز” في محافظة سمنان، قائلة إن الموقع “يعمل تحت إشراف منظمة الابتكار والبحث الدفاعي التابعة للحرس الثوري”، ويهدف إلى “استخراج التريتيوم، المادة المشعة المستخدمة في تعزيز القوة التدميرية للأسلحة النووية”. وهذا قد حدث في خضم تأکيدات متکررة للمسٶولين على حسن نواياهم وعدم قيامهم بمساع سرية من أجل تطوير البرنامج النووي.
والکشف عن هذا الموقع النووي السري الجديد جاء في فترة زمنية متقاربة مع تصريح لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في منتدى دافوس، قال فيه إن “إيران تضغط على دواسة الغاز في برنامجها لتخصيب اليورانيوم”، محذرا مجلس الأمن الدولي في 17 أبريل أن “إيران باتت على بعد شعرة من الوصول إلى درجة نقاء تصلح لصناعة السلاح”.
والذي يدفع أيضا للشك بالنوايا غير السليمة والحسنة للنظام الايراني، هو إعلان النظام الايراني عن صاروخ جديد يدعى “قاسم بصير”، وهو صاروخ باليستي يعمل بالوقود الصلب ويبلغ مداه 1200 كيلومتر. ويأتي هذا الإعلان في وقت حرج، حيث منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهلة مدتها شهران للولي الفقيه علي خامنئي من أجل “تفكيك برنامجه النووي السري وقطع علاقاته مع وكلائه الإقليميين”، وإن المسٶولين في النظام الايراني لو کانوا صادقين فعلا في تصريحاتهم ومواقفهم النظرية بشأن سلمية برنامجهم النووي ومن إنهم يسعون فعلا لإتفاق نووي يبدد الشکوك الدولية بشأن عدم سعيهم من أجل تطوير برنامجهم النووي، فما هو السبب وراء مواصلة مساعيهم في مواقع نووية سرية جديدة يخفونها عن العالم؟
المشکلة کانت ولازالت في مواصلة طهران للکذب والخداع والاستمرار في الجهود والمساعي السرية بعيدا عن أعين المفتشين الدوليين المعينين من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والحقيقة أن من وضع نفسه مواضع الشك والتهم فإن عليه تحمل تبعات وعواقب ذلك وهذا ما يحدث فعلا مع النظام الايراني.