موقع المجلس:
موجة متصاعدة من الاحتجاجات الشعبية، عمت مختلف المدن الإيرانية خلال شهر مايو من عام 2025 ، و التي تعكس حالة من الاحتقان والغضب المتزايد بين فئات واسعة من المجتمع.
تتنوع أسباب هذه الاحتجاجات ومطالبها، إلا أنها تتفق في جوهرها على التنديد بالظروف الاقتصادية الصعبة، وسياسات النظام الداخلية والخارجية التي يرى المحتجون أنها تستنزف ثروات البلاد وتزيد من معاناتهم.
احتجاجات متقاعدي الاتصالات:
في إيلام، تجمع متقاعدو شركة الاتصالات أمام المبنى المركزي للشركة، معبرين عن رفضهم لسنوات من الإجحاف وعدم الوفاء بالالتزامات المالية من قبل كبار المساهمين،
مثل “هیئةالتنفیذ بأمر خمینيالملعون ” و “مؤسسة التعاون التابعة لحرس النظام”. وقد عبروا عن استيائهم من تهرب هذه المؤسسات من دفع مستحقاتهم القانونية وأرباح الأسهم والتأمين التكميلي ورواتبهم المتأخرة.
وشهدت كرمانشاه وقفة احتجاجية مماثلة لمتقاعدي شركة الاتصالات، تنديداً بسنوات من الظلم وعدم الوفاء بالالتزامات المالية من قبل كبار المساهمين، والمطالبة بمستحقاتهم المتأخرة.
وفي تبريز، تجمع متقاعدو شركة الاتصالات في محافظة أذربيجان الشرقية مطالبين بحقوقهم ومستحقاتهم المالية المتأخرة، في استمرار لسلسلة من الاحتجاجات المشابهة في مناطق أخرى.
نظم متقاعدو شركة الاتصالات في مريوان وقفة احتجاجية للمطالبة بحقوقهم ومستحقاتهم المالية، وذلك ضمن التحركات الاحتجاجية المتواصلة في أنحاء البلاد.
شهدت همدان تجمعاً لمتقاعدي شركة الاتصالات للمطالبة بحقوقهم ومستحقاتهم المالية المتأخرة من جميع المساهمين في الشركة.
في أصفهان، تجمع متقاعدو شركة الاتصالات احتجاجاً على سنوات من الإجحاف وعدم الوفاء بالالتزامات المالية من قبل كبار المساهمين، والمطالبة بمستحقاتهم القانونية وأرباح الأسهم والتأمين التكميلي ورواتبهم المتأخرة.
احتجاجات فئات أخرى:
في جرجان، تجمع متقاعدون ومعلمون من محافظة جلستان أمام المديرية العامة للتربية والتعليم، لإيصال صوت احتجاجهم بشأن المشاكل والمطالب المحقة التي تواجههم.
ونظم مزارعون في يزد وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة تنديداً بانقطاع التيار الكهربائي عن آبارهم الزراعية، مؤكدين على ضرورة انتزاع الحقوق وعدم جدوى الاستجداء. وقد اعتبروا إعادة التيار الكهربائي عن بعض الآبار “انتصاراً صغيراً” يؤكد أهمية الاحتجاجات الميدانية.
في بندر عباس، تجمع سائقو الشاحنات الثقيلة معبرين عن استيائهم من التخصيص غير العادل وغير الكافي لوقود الديزل، مطالبين بتخصيص عادل للوقود بناءً على طبيعة العمل والمسافة المقطوعة.
شهدت كرمانشاه تجمعاً آخر ضم متقاعدين ومعلمين احتجاجاً على الأوضاع القائمة في صندوق ادخار المعلمين وعدم تلبية حقوقهم المتعلقة بالملكية.
أسباب الاحتجاجات والآفاق المستقبلية:
تعكس هذه الموجة من الاحتجاجات الشعبية في إيران أسباباً عميقة الجذور تتمثل في تفشي الفساد المستشري في مؤسسات النظام، وهيمنة مافيات الفساد المرتبطة بالولي الفقیة علي خامنئي، بالإضافة إلى استنزاف الموارد المالية للبلاد في حروب إقليمية وسياسات تصدير الأيديولوجيات المتطرفة. يرى المحتجون أن هذه السياسات الخاطئة تؤدي إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية وتفاقم معاناة المواطنين من مختلف الشرائح.
تشير هذه الاحتجاجات المتزايدة إلى عجز النظام عن إيجاد حلول جذرية للأزمات المتراكمة وتلبية المطالب الأساسية للشعب. ومع استمرار الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، من المتوقع أن تتصاعد وتيرة هذه الاحتجاجات في المستقبل القريب، مما يضع النظام أمام تحديات متزايدة تهدد استقراره.