وکالة اخبار العرب – بقلم: د. راهب صالح:حقوقي وخبير في الشأن الايراني
منذ أن اختطف رجال الدين الثورة الإيرانية عام 1979 وحولوها من حركة شعبية إلى نظام قمعي قائم على مبدأ ولاية الفقيه يعيش الشعب الإيراني في ظل الاستبداد وتعيش المنطقة على وقع سياسات توسعية عدوانية امتدت من الخليج إلى المتوسط
اليوم يعيش النظام الإيراني في مأزق مميت الوضع الداخلي منهار اقتصادياً واجتماعياً والاحتجاجات لم تعد موسمية بل تحولت إلى تيار شعبي عارم يطالب بإسقاط النظام من جذوره جيل جديد من الإيرانيين بات يرفض حكم الملالي ويبحث عن وطن يحترم كرامته ومستقبله
في الخارج خامنئي على حافة الهاوية أذرع النظام التي كانت تزرع الإرهاب والتفرقة في المنطقة تتهاوى واحدة تلو الأخرى من غزة إلى لبنان ومن سوريا إلى العراق واليمن تلقت الميليشيات الموالية لطهران ضربات موجعة أفقدتها النفوذ والتمويل وعرّت المشروع الإيراني أمام الشعوب العربية والإسلامية
اليوم لم يعد أمام نظام طهران خيارات كثيرة جلس إلى طاولة المفاوضات مكرهاً لا مختاراً لم يأتِ ذلك نتيجة تغيير في السلوك بل بسبب الضغط الأمني والعسكري والعزلة الدولية المتزايدة ولعل الرسالة الأوضح هي أن الغرب لا يبحث عن صفقة جديدة بل عن رأس الأفعى لم يعد كافياً احتواء النظام بل يجب إزالته لقطع جذور الإرهاب
في هذه اللحظة المفصلية تبرز السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية كقائدة مؤهلة لقيادة إيران نحو دولة مدنية حرة مشروعها ذو العشرة بنود يشكل خريطة طريق واضحة نحو إيران ديمقراطية علمانية تحترم حقوق الإنسان وتعيش بسلام مع جيرانها
إن التغيير في إيران لم يعد حلماً بعيداً رأس الأفعى في طهران بات مكشوفاً ومع كل ضربة يتلقاها النظام يقترب يوم الخلاص والمطلوب اليوم هو إرادة دولية صلبة ودعم حقيقي للشعب الإيراني ومقاومته المنظمة من أجل إنهاء عهد الإرهاب وبناء مستقبل حر