صور للاحتجاجات في المدن الایرانیة- آرشیف
الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني
تزداد الاوضاع في سائر أرجاء إيران توترا ومع سعي نظام الملالي للمزيد من تشديد قبضته القمعية ولاسيما من حيث مضاعفة أحکام الاعدام المنفذة فإنه وفي مقابل ذلك يقوم الشعب الايراني بتصعيد مواجهته ضد النظام ولاسيما وإن القمع والفقر والفساد يهيمنون بظلالهم القاتمة على البلاد ويجعلون الحياة فيها أشبه ما يکون بالجحيم.
ومع إن النظام يعمل کل ما بوسعه من أجل حث أجهزته الامنية على مضاعفة نشاطاتها والعمل من أجل تخفيف حدة المواجهة الشعبية ضد النظام ولاسيما العمليات الثورية لوحدات الانتفاضة والتحرکات الاحتجاجية، لکن لايبدو إن هذه الاجهزة تستطيع إنجاز هکذا مطلب ولاسيما وإن الشعب الايراني لم يعد يخاف النظام ولم يعد بإمکان الممارسات القمعية التعسفية والاعدامات الجائرة أن تقف بوجه نضاله ومواجهته ضد النظام.
الاحتجاجات الشعبية التي شهدت تصعيدا خلال شهر أبريل المنصرم، فإنها في تصاعد مستمر مع الدخول في شهر مايو، ولاسيما وإن الاسبوع الاول من هذا الشهر قد شهد تصعيدا لافتا للنظر في وتيرة الاحتجاجات الشعبية ضد النظام والتي شملت مدنا وقطاعات متعددة، من الأهواز وقزوين ودزفول إلى بندر عباس وطهران. وجاءت هذه التحركات العارمة ردا على الإهمال المتعمد للنظام، واستمرار سياساته الاقتصادية القمعية، وأحكام الإعدام المتزايدة، ونهبه المنهجي لثروات البلاد.
وقد بدأ الأسبوع على وقع الفاجعة في بندر عباس، حيث أعلنت سلطات النظام وقف عمليات البحث عن المفقودين في حادثة الميناء رغم عدم العثور على عشرات الجثامين. القرار الذي أتى في وقت كانت فيه عشرات العائلات لا تزال تنتظر خبرا عن أبنائها، فجر حالة من الغضب الشعبي.
في تاكستان، كازرون، كرمانشاه وبندر أنزلي، أقام سائقو الشاحنات ومواطنون مسيرات عزاء رمزية، حاملين صور الضحايا ومرددين شعارات ضد إهمال النظام. أما في بندر عباس، فتجمعت العائلات المفجوعة أمام موقع الكارثة، وأعلنت أنها لن تغادر قبل استعادة جثامين أبنائها.
في طهران وأصفهان وكرمانشاه، نظم الخبازون احتجاجات على ارتفاع أسعار الوقود والكهرباء وغياب الدعم، معتبرين أن النظام يدفعهم نحو الإفلاس. في الوقت نفسه، خرج المتقاعدون في الأهواز وأصفهان وشوش وهتفوا ضد الفساد، مطالبين بحقوقهم بعد عقود من العمل. شعارات مثل: “قللوا من سرقاتكم، حلوا مشكلتنا” و”بيتي تحول إلى مقبرة”، اختزلت حال الغضب العارم في أوساط المتقاعدين الذين يشعرون بأنهم منسيون ومهمشون.
وفي لاوان، کجساران، وسيري، خرج عمال شركات النفط احتجاجا على تأخر الرواتب والتمييز في الأجور. في طهران، تجمع موظفو وزارة النفط أمام مبنى الوزارة، ورفعوا لافتات تطالب بإنصافهم. هذه الاحتجاجات العمالية، التي امتدت لتشمل عائلات العمّال، أكدت أن القاعدة الشعبية للنظام تتآكل يوما بعد يوم، حتى في القطاعات التي كان يعتبرها آمنة ومضمونة.
وبنفس السياق وفي 6 مايو، تظاهر أهالي المعتقلين السياسيين أمام سجن إيفين في طهران، في إطار حملة “ثلاثاء لا للإعدام” التي دخلت أسبوعها الـ67. رفعوا صور أحبائهم، من بينهم بابك عليبور وبويا قبادي ومحمد جواد وفائيثاني، وطالبوا بوقف تنفيذ أحكام الإعدام. وفي دزفول، شيع المواطنون الشاب عظيم فرخوند الذي قتل على يد قوات النظام الأسبوع الماضي، في جنازة شعبية ضخمة تحولت إلى تظاهرة غاضبة.
الأسبوع الأول من مايو أثبت أن الاحتجاجات لم تعد مناسبات معزولة، بل تحولت إلى تعبير يومي عن رفض جماعي للنظام. من بندر عباس إلى دزفول، ومن طهران إلى قزوين، شعب يقاوم من أجل الكرامة والعدالة.