الشعب الإيراني يُصعّد غضبه ضد الفقر والإعدام ونهب النظام بشعار من بندر عباس إلى قزوين
موقع المجلس؛
تصعيداً لافتاً في وتيرة الاحتجاجات الشعبية، شهدته إيران خلال الأسبوع الأول من مايو 2025 ، شملت مدناً وقطاعات متعددة، من الأهواز وقزوين ودزفول إلى بندر عباس وطهران. وجاءت هذه التحركات العارمة رداً على الإهمال المتعمّد للنظام، واستمرار سياساته الاقتصادية القمعية، وأحكام الإعدام المتزايدة، ونهبه المنهجي لثروات البلاد.
كارثة بندر عباس: مأساة تُشعل الغضب الوطني
بدأ الأسبوع على وقع الفاجعة في بندر عباس، حيث أعلنت سلطات النظام وقف عمليات البحث عن المفقودين في حادثة الميناء رغم عدم العثور على عشرات الجثامين. القرار الذي أتى في وقت كانت فيه عشرات العائلات لا تزال تنتظر خبراً عن أبنائها، فجّر حالة من الغضب الشعبي.
في تاكستان، كازرون، كرمانشاه وبندر أنزلي، أقام سائقو الشاحنات ومواطنون مسيرات عزاء رمزية، حاملين صور الضحايا ومرددين شعارات ضد إهمال النظام. أما في بندر عباس، فتجمّعت العائلات المفجوعة أمام موقع الكارثة، وأعلنت أنها لن تغادر قبل استعادة جثامين أبنائها.
غضب الخبازين والمتقاعدين من الفقر والسياسات القمعية
في طهران وأصفهان وكرمانشاه، نظّم الخبازون احتجاجات على ارتفاع أسعار الوقود والكهرباء وغياب الدعم، معتبرين أن النظام يدفعهم نحو الإفلاس. في الوقت نفسه، خرج المتقاعدون في الأهواز وأصفهان وشوش وهتفوا ضد الفساد، مطالبين بحقوقهم بعد عقود من العمل.
شعارات مثل: “قللوا من سرقاتكم، حلّوا مشكلتنا” و”بيتي تحوّل إلى مقبرة”، اختزلت حال الغضب العارم في أوساط المتقاعدين الذين يشعرون بأنهم منسيّون ومهمَّشون.
تصعيد في قطاع النفط: العمال يرفضون الظلم
في لاوان، کجساران، وسيري، خرج عمّال شركات النفط احتجاجاً على تأخّر الرواتب والتمييز في الأجور. في طهران، تجمّع موظفو وزارة النفط أمام مبنى الوزارة، ورفعوا لافتات تطالب بإنصافهم.
هذه الاحتجاجات العمالية، التي امتدت لتشمل عائلات العمّال، أكدت أن القاعدة الشعبية للنظام تتآكل يوماً بعد يوم، حتى في القطاعات التي كان يعتبرها آمنة ومضمونة.
حملة “ثلاثاء لا للإعدام”: الأسرى وعائلاتهم يتحدّون النظام
في 6 مايو، تظاهر أهالي المعتقلين السياسيين أمام سجن إيفين في طهران، في إطار حملة “ثلاثاء لا للإعدام” التي دخلت أسبوعها الـ67. رفعوا صور أحبّائهم، من بينهم بابك عليبور وبويا قبادي ومحمد جواد وفائيثاني، وطالبوا بوقف تنفيذ أحكام الإعدام.
وفي دزفول، شيّع المواطنون الشاب عظيم فرخوند الذي قُتل على يد قوات النظام الأسبوع الماضي، في جنازة شعبية ضخمة تحوّلت إلى تظاهرة غاضبة.
قضايا فساد ونهب تثير احتجاجات اقتصادية حادة
في قزوين، تظاهر المئات من ضحايا احتيال مالي في مشاريع سيارات “غفاري” و”ريحان تك”، وقطعوا طريق قزوين-كرج احتجاجاً على صمت السلطات. أما في بندر ديلم، فخرج المواطنون ضد قرار النظام بمنع استيراد القوارب الصغيرة، مصدر رزق أساسي لأهالي السواحل.
خاتمة: شعب في حالة تمرُّد… ونظام يترنّح
الأسبوع الأول من مايو أثبت أن الاحتجاجات لم تعد مناسبات معزولة، بل تحوّلت إلى تعبير يومي عن رفض جماعي للنظام. من بندر عباس إلى دزفول، ومن طهران إلى قزوين، شعبٌ يقاوم من أجل الكرامة والعدالة.
النظام يعيش في عزلة متزايدة، محاط بصيحات الغضب من كل جانب. الرسالة باتت واضحة:
لا إصلاح مع هذا النظام… الطريق إلى الحرية يمرّ بإسقاط ولاية الفقيه.