حدیث الیوم:
موقع المجلس:
في خطوة تعكس استمرار المواجهة المفتوحة بين المقاومة الإيرانية والنظام الحاكم في طهران، كشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، خلال مؤتمر صحافي عقد في واشنطن يوم الخميس 8 مايو 2025، عن موقع نووي سري للنظام الإيراني في محافظة سمنان شرق العاصمة طهران، مؤكدةً أن المشروع مخفي منذ سنوات خلف واجهات مدنية تتعلق بالصناعات البتروكيميائية.
المؤتمر الذي حضره جمع من الإعلاميين الأميركيين والدوليين، جاء على لسان ممثلي المقاومة الإيرانية ليعيد تسليط الضوء على ممارسات النظام الإيراني في خداع المجتمع الدولي وإخفاء أنشطته النووية، وهو السلوك الذي اعتبرته المقاومة امتداداً لمنهج متأصل في بنية نظام الملالي منذ بداية مشروعه النووي.
وفي تصريحاتها خلال المؤتمر، أكدت السيدة سونا صمصامي، ممثلة المجلس في الولايات المتحدة، أن «نظام الملالي لم يُفصح طوعاً عن أيٍّ من مشاريعه النووية حتى الآن»، مضيفةً أن «الوقت حان لتفعيل آلية الزناد وإعادة فرض قرارات مجلس الأمن الدولي على النظام الإيراني دون تأخير».
وحذّرت صمصامي من أن استمرار تخصيب اليورانيوم داخل إيران يشكّل تهديداً مباشراً بفتح الطريق نحو إنتاج قنبلة نووية، ما يتطلب تفكيكاً كاملاً وشاملاً للبنية النووية الإيرانية تحت إشراف دولي صارم.
وأكدت أن «الحل النهائي لمنع الديكتاتورية الدينية الإرهابية الحاكمة في إيران من الحصول على أخطر أنواع الأسلحة هو إسقاط هذا النظام على يد الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة».
وكشفت المقاومة خلال المؤتمر عن منشأة نووية تقع على مساحة شاسعة تبلغ حوالي 1000 هكتار في منطقة إيوانكي بمحافظة سمنان، ويُستخدم هذا الموقع، وفقاً للمعلومات التي حصلت عليها منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من داخل البلاد، في تطوير أجزاء من الأسلحة النووية.
المنشأة تُعرف داخلياً باسم «موقع رنکين كمان» وتعمل تحت غطاء شركة تُدعى ديبا إنرجي سينا، تزعم أنها تعمل في قطاع الكيماويات المرتبط بالنفط والبتروكيميائيات، إلا أن نشاطها الحقيقي مرتبط بمشروع سري تابع لـ «منظمة الأبحاث الدفاعية الحديثة» (سبند)، وهي الهيئة المسؤولة عن تصميم وتطوير الأسلحة النووية في النظام الإيراني.
ويهدف هذا الموقع إلى تعزيز قدرات الرؤوس النووية على الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، التي يتجاوز مداها 3000 كيلومتر، وذلك باستخدام مادة التريتيوم، وهي مادة مشعة نادرة الاستخدام في التطبيقات السلمية، وتُستخدم بشكل رئيسي لزيادة القوة التدميرية للأسلحة النووية.
ونشرت قناة فوكس نيوز الأميركية تقريراً حول هذه المعلومات، مشيرةً إلى أن الموقع يمتد على مساحة تقدر بـ2500 هكتار، ويعمل منذ أكثر من عقد تحت ستار شركة إنتاج كيماويات. وأكدت أن الموقع المشار إليه باسم «رنگين كمان» هو جزء من مشروع عسكري أوسع لتطوير قدرات إيران النووية.
ونشرت سكاي نيوز، تحقيقاً بعنوان: «اكتشاف موقع نووي سري في إيران باسم رنکين كمان»، أشارت فيه إلى أن «المهمة الأساسية للموقع تتعلق باستخراج مادة التريتيوم، التي تُستخدم حصرياً تقريباً في صناعة الأسلحة النووية، ما يعزز الشكوك حول الطبيعة العسكرية للبرنامج النووي الإيراني».
ردود الفعل داخل إيران لم تتأخر، إذ سارعت وسائل إعلام النظام، ومنها وكالة ميزان التابعة للسلطة القضائية، إلى مهاجمة المؤتمر واعتبرت التقارير الإعلامية الدولية «تحريضاً» يستند إلى ما سمّته بـ«ادعاءات منظمة مجاهدي خلق».
في المقابل، أبدت وسائل إعلام أخرى تابعة للنظام، مثل إنصاف نيوز، قلقاً حقيقياً عبر التذكير بما جرى في 14 أغسطس 2002، حينما كشفت المقاومة لأول مرة عن منشأتي نطنز وآراك النوويتين، وهو ما أدى لاحقاً إلى نشوء أزمة نووية دولية ما زالت آثارها قائمة حتى اليوم.
ويبدو أن تاريخ فضائح طهران النووية يعيد نفسه؛ إذ إنّ التقرير الجديد يعكس استمرار النظام الإيراني في استخدام الأكاذيب والتمويه لتجاوز المحاسبة الدولية، وهو ما يعزز من الحاجة إلى وقفة صارمة من المجتمع الدولي قبل فوات الأوان.