تداعيات الانفجار تتجاوز حدود الخسائر البشرية لتُغرق الاقتصاد الإيراني في أزمة غير مسبوقة
حدیث الیوم:
موقع المجلس:
في الوقت الذي يترنّح الاقتصاد الإيراني تحت أنقاض الانفجار المدمرفي میناء رجائي، كشف الانفجار الكارثي عن جانب آخر من التداعيات الوخيمة لهيمنة حرس خامنئي على الموانئ الإيرانية.
حیث اضحی انفجار لم يقتصر أثره على العدد الهائل من الضحايا والمصابين، بل وجّه ضربة قاصمة إلى اقتصادٍ مترنحٍ أصلاً، ضربة طالت في المقام الأول أرزاق الكادحين وشرائح المجتمع الفقيرة.
ميناء رجائي، الذي تحوّل خلال العقود الماضية إلى أداة في يد مافيا النظام لتحقيق المكاسب غير المشروعة، أصبح منذ سنوات قاعدة رئيسية لعمليات التهريب والأنشطة التابعة لحرس النظام الإيراني. وأظهر تقرير لوكالة “أسوشيتد برس” أن الانفجار نجم عن حاويات محملة بوقود صلب مخصص للصواريخ الباليستية، ما يعكس بوضوح استهتار النظام بالبنى التحتية الحيوية واستخدامه مقدرات البلاد لخدمة مشاريعه العسكرية المشبوهة.
وفي توصيف الآثار الاقتصادية لانفجار 26 أبريل، لجأ الخبراء ووسائل الإعلام إلى تعابير صارخة، واصفين إياه بأنه “اليوم الذي توقف فيه قلب التجارة الإيرانية عن النبض” أو الانفجار الذي “دفع بالاقتصاد الإيراني إلى شفير الانهيار”. ومن أبرز ما أوردوه:
تحوّل ميناء رجائي، الذي كان يستحوذ على 85% من حركة الحاويات، و55% من مجمل التجارة، و70% من ترانزيت البضائع، إلى كومة من الأنقاض، مع آثار مدمرة يُتوقع أن تبقى لعقود قادمة.
كان الميناء الأكبر في إيران بمساحة 2400 هكتار، وقدرة استيعابية تصل إلى 6.2 مليون وحدة حاوية سنوياً، ويتصل بـ80 ميناءً دولياً عبر 40 رصيفاً. وكان يؤمّن جزءاً كبيراً من واردات السلع الأساسية كالأرز والقمح والأدوية.
كانت تمر عبره سنوياً بين 80 و100 مليون طن من البضائع، يخصص منها 60 إلى 70% للترانزيت الإقليمي. واليوم، مع تدمير 18 رافعة جسرية ومخازن ومستودعات وخطوط سكك حديدية داخلية، توقفت الأنشطة التجارية بالكامل.
أدى انهيار حركة الاستيراد إلى تراجع شديد في الإمدادات، ما رفع تكاليف الشحن بنسبة تصل إلى 30%، وأسفر عن موجة تضخم متسارعة قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية بنسبة قد تصل إلى 50%.
كما من المرجح أن تستحوذ الدول المجاورة على 40% على الأقل من حركة الترانزيت الإقليمي الإيراني، مما سيؤدي إلى خسائر فادحة في الإيرادات من العملة الصعبة.
إضافة إلى ذلك، فإن توقف جزء كبير من صادرات النفط عبر مضيق هرمز — إذ كان نحو 30% منها يعتمد على ميناء رجائي — قد يتسبب في خفض عائدات النفط بما يصل إلى 20%، مع ما يحمله ذلك من عجز مالي أعمق، وانخفاض متوقع في قيمة الريال بنسبة تصل إلى 15%، واتساع رقعة الفقر الذي يعصف بأكثر من 60% من السكان.
ومع ذلك، فإن الشعب الإيراني لا يرضخ لهذا الواقع المرير. فالديكتاتورية الملالية التي فاقت فساد نظام الشاه دماراً وانحطاطاً، تجد نفسها اليوم في مواجهة غضب شعبي عارم ومقاومة متصاعدة، عازمة على إسقاط الاستبداد وبناء إيران جديدة عبر ثورة ديمقراطية حقيقية.