موقع المجلس:
في مقال تحليلي نشرته صحيفة La Dépêche الفرنسية، قدّم الكاتب والمحلل السياسي الإيراني حميد عنايت، المتعاون مع المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، رؤية عميقة حول مسار المفاوضات النووية بين النظام الإيراني والولايات المتحدة، وتأثير هذه المفاوضات على الداخل الإيراني، خاصة في ظل التصعيد القمعي الذي يشهده البلد، لا سيما من خلال موجة جديدة من الإعدامات.
منذ بداية المقال، أشار الكاتب إلى دلالة تعبير “كأس السم” الذي استخدمه مؤسس النظام الإيراني خميني، حين اضطر إلى قبول وقف إطلاق النار في الحرب الإيرانية–العراقية، وقال: «اعتبر خميني وقف الحرب كأساً من السم». وذكّر بأن الخميني أصرّ على استمرار الحرب حتى النهاية قائلاً: «سنقاتل حتى آخر منزل في طهران».
عنايت ربط هذه العبارة بالمناخ السياسي الراهن، حيث تُوصف المفاوضات النووية بـ*«كأس السم»* أيضاً، لكن هذه المرة من قبل خامنئي، الذي يحاول تكرار نفس المنهج من خلال القمع والإعدامات. وأكد الكاتب أن «علي خامنئي، وعلى غرار سلفه، يستخدم الإعدامات لترويع المجتمع».
ووفقاً للمقال، فقد تم رفض الطعون المقدمة من سجينين سياسيين من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، وهما بهروز إحساني ومهدي حسني، مما يعني أن «تنفيذ حكم الإعدام قد يتم في أي لحظة». كما أشار إلى أن «في 16 أبريل 2025، نُقل خمسة سجناء سياسيين آخرين من سجن إيفين إلى سجن غزل حصار، المعروف بإعدامات جماعية سابقة».
وفي تطور آخر، سلّط المقال الضوء على توقيع بروتوكول أمني في 20 أبريل 2025 بين وزير التعليم وقائد قوى الأمن الداخلي، والذي يسمح بدخول الشرطة إلى المدارس، وعلّق عنايت قائلاً: «هذه الخطوة تعبّر عن خوف النظام من انتفاضة طلابية»، مضيفاً: «إنها مرحلة جديدة من عسكرة التعليم».
وإزاء تصاعد الغضب الشعبي، تحدث المقال عن وجود «تشققات واضحة في قمة هرم السلطة»، حيث بات بعض المسؤولين يوجّهون انتقادات ضمنية أو صريحة لخامنئي. وأورد أن «مسعود روغني زنجاني، رئيس هيئة التخطيط والميزانية سابقاً، كشف أن خامنئي يعارض تحسين معيشة الإيرانيين لأنها تضعف تمسكهم بالدين».
كما نقل عن محمد حسين عادلي، المحافظ الأسبق للبنك المركزي، قوله: «الصراع مع أمريكا يتسبب بخسائر سنوية تتجاوز 50 مليار دولار»، في وقت يعيش فيه «أكثر من ثلثي الإيرانيين تحت خط الفقر».
وأوضح المقال أن «القلق يسود أوساط كبار مسؤولي النظام من انهيار وشيك إذا استمرت السياسات الحالية». وأضاف: «الخشية لا تتعلق بمصير الشعب، بل بخسارة الامتيازات».
وتناول المقال تصريح حسن روحاني، الرئيس السابق، قائلاً: «توصلنا إلى اتفاق بشأن رفع العقوبات في 2021 لكن خامنئي منعه». وأكد الكاتب أن «السلطة تقوم على مبدأ الولي الفقیه المصمم خصيصاً لخامنئي».
واختتم عنايت بالقول: «زوال خامنئي قد يؤدي إلى انهيار كامل للمنظومة الحالية». وأضاف أن «لا أحد قادر على ملء فراغه في بنية الحكم الحالية».
وفي تقييمه العام، شدد حميد عنايت على أن «النظام يستخدم المفاوضات وسيلة لشراء الوقت»، وأن «الإعدامات لم تعد وسيلة ردع بل دليل ضعف». كما اعتبر أن «المجتمع الإيراني يغلي، والانفجار قادم».