موقع المجلس:
تکریماً للذكرى السنوية لاستشهاد أوائل أعضاء مركزية منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ورفاقهم من الفدائيين والمجاهدين الذين سقطوا في اليوم ذاته، نظّمت وحدات الانتفاضة أكثر من ستين فعالية ثورية في مختلف المدن الإيرانية يوم 19 أبريل، تخليدًا لذكرى الشهداء الذين بدمائهم خطّوا أول مسيرة للمقاومة المنظمة في وجه استبداد الشاه، وامتدت تضحياتهم لتُمهّد الطريق لمواصلة النضال ضد نظام الملالي.
في 19 أبريل 1972، أقدم نظام الشاه على إعدام أربعة من أوائل القادة في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية عبر محاكم عسكرية تابعة للجيش وسافاك، وهم علي باكري، ناصر صادق، علي ميهندوست، ومحمد بازرگاني. وفي اليوم ذاته بعد ثلاث سنوات، في 19 أبريل 1975، تم إعدام تسعة من السجناء السياسيين في تلال إيفين، من بينهم بيجن جزني وعدد من رفاقه من الفدائيين، إلى جانب القائد المجاهد كاظم ذو الأنوار والمجاهد مصطفى جوان خوشدل.
فعاليات وحدات الانتفاضة لم تكن رمزية فحسب، بل كانت تعبيرًا حيًّا عن امتداد شعلة تلك الثورة. من طهران إلى مشهد، من نيشابور إلى زاهدان، ومرورًا بأصفهان وتبريز، ارتفعت اللافتات والملصقات، ووزعت المناشير المكتوبة بخط اليد. الزهور زُرعت على قبور الشهداء في بهشت زهراء في طهران، ومعها شعارات عبّرت عن روح التحدي، مثل: “نقسم بدماء رفاقنا، سنظل واقفين حتى النهاية”، و**”الموت للطاغية، سواء كان الشاه أو القائد (خامنئي)”، و”اللعنة على الدكتاتوريين”**.
في الجامعات من طهران إلى تبريز وأصفهان، تكرّرت شعارات مثل: “لا نريد الشاه ولا الملالي”، و**”تحيا ذكرى شهداء المقاومة المسلحة ضد الشاه الخائن”، و”سافاك الأمس هو الحرس اليوم”. وفي المدن، رفعت وحدات الانتفاضة لافتات تقول: “تحيا المقاومة، الموت للدكتاتور”، و”نظام الشاه ونظام الملالي وجهان لعملة واحدة”**.
في زاهدان، خُطّت عبارة: “الملكية والولاية متعطشتان لدماء الشعب… وبلوشستان يقظة وتنبذ الشاه والملالي”، وفي نيشابور وشيراز ورشت وقزوين، تكرّرت عبارات مثل: “الطريق الوحيد إلى الحرية هو السلاح والإطاحة بالنظام”، و**”المجد لقادة تحرير الشعب الذين سقطوا شهداء في 19 أبريل”**.
رسالة هذه الأنشطة كانت واضحة: نظام الشاه الذي قتل الأوائل هو ذاته في جوهره نظام الملالي الذي يواصل القمع والقتل، والمقاومة التي بدأت عام 1972 لم تتوقّف، بل تجذّرت وتوسّعت وأصبحت أكثر تنظيمًا وإصرارًا.
إنّ وحدات الانتفاضة، وهي الامتداد الحيّ لمسيرة المجاهدين والفدائيين، تواصل اليوم الطريق ذاته الذي بدأ في 19 أبريل، وتؤكد أن الشعب الإيراني مستعدٌ لأن يدفع ثمن الحرية بدمه، مهما طال الزمن.
الطريق الذي بدأه الشهداء في 19 أبريل، مستمر حتى تحرير إيران من براثن الاستبداد وبناء جمهورية ديمقراطية حرة.