نشاط وحدات الانتفاضة داخل ایران-آرشیف
الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
على وقع الاحداث والتطورات المتسارعة في إيران والمنطقة والعالم والتي من الواضح جدا إنها لا تسير کما تشتهي سفن نظام الملالي، ولأنه معظم المٶشرات تدل على إن نظام الملالي شاء أم أبى قد أصبح ضمن قائمة الانظمة الدکتاتورية المرشحة بقوة للسقوط، فإن هذا النظام يعيش حالة غير مسبوقة من الخوف والترقب ويسعى عبثا ومن دون طائل من أجل أن يحول دون أن تجرفه أمواج التغيير العاتية القادمة عما قريب.
على الرغم من جدية التهديدات والتحديات الخارجية ضد النظام ولکن الملالي الحاکمين في إيران يرون الخطر والتهديد الاکبر الذي يحدق بنظامهم هو التهديد الداخلي ولاسيما وإن الغضب الشعبي يتعاظم يوما بعد يوم وهو ما نشهده في التحرکات الاحتجاجية نظي التظاهرات والاضرابات والاعتصامات الى جانب تزايد غير مسبوق في النشاطات الثورية لوحدات الانتفاضة ضد معاقل ومراکز النظام الامنية بشکل خاص.
الشعب المنظم مع وجود العوامل والاسباب اللازمة لتحرکه ضد النظام وبشکل خاص مع وجود تنظيم سياسي وطني يعبر عن الشارع الايراني بکل مکوناته وشرائحه وطبقاته ونقصد به منظمة مجاهدي خلق الایرانیة، فإن مخاوف النظام تتصاعد ولاسيما وإن الاجواء على مختلف الاصعدة على أفضل ما يکون من أجل حدوث التغيير السياسي الجذري في إيران وسقوط نظام الملالي، وتشير تقارير واردة من داخل النظام الايراني وفي خضم الاحداث والتطورات المتسارعة الى تخوفه من التهديد الذي بات مجاهدي خلق يمثله.
ووفق السياق الذي ذکرناه آنفا، وفي خطبة ألقاها يوم 11 أبريل 2025 وبثت على تلفزيون النظام، فقد أطلق رئيس قضائية الملالي السابق ووزير المخابرات الأسبق، الملا دری نجفآبادي، تحذيرات غير مسبوقة من نشاطات منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، في تعبير واضح عن القلق العميق الذي يعتري دوائر الحكم في طهران.
الملا نجفآبادي قال في خطبته:” علينا أن نكون يقظين تجاه خطر مجاهدي خلق. منذ بداية الثورة، تلقينا الكثير من الضربات على يد مجاهدي خلق، وما زالت الضربات التي نتلقاها اليوم تأتي في معظمها من هذه المنظمة” وأضاف”الضربة اليوم تأتي من مجاهدي خلق… يشيعون الفتنة، يروجون للدعاية المغرضة، وبعضهم يتواجد في أوروبا وأمريكا وكندا، يديرون حملات دعائية ويجمعون المعلومات”، وأشار كذلك إلى أسماء بعض ضحايا النظام في مواجهاته مع مجاهدي خلق، محذرا من “خطر النفاق” في إشارة إلى نشاطات منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وداعيا إلى “أقصى درجات الحذر والتعبئة ضد هذا التيار”.
من هنا فإن تصريحات الملا دری نجفآبادي تعبر عن الهلع المتزايد داخل النظام الإيراني من تصاعد نفوذ مجاهدي خلق وفاعلية أنشطتهم في الداخل والخارج. في ظل الاحتجاجات اليومية وانهيار الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، تصبح هذه التحذيرات دليلا إضافيا على هشاشة النظام واقتراب لحظة انفجار شعبي لا يمكن احتواؤه. وإذا كان العدو الأول في نظر أركان النظام هو مجاهدي خلق، فهذا دليل دامغ على أن التغيير الحقيقي آت من قلب المقاومة المنظمة.