النووي الایراني
بحزاني – منى سالم الجبوري:
أعتقد العالمين العربي والاسلامي في بداية تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، إن هذا النظام سيٶسس لعهد ومرحلة تأريخية جديدة وغير مسبوقة يأخذ الاخلاق الجانب الاهم منه، ولاسيما وإن القادة والمسٶولين في النظام ومنذ الاعوام الاولى للنظام رکزوا على الاخلاق وهذا الامر الى جانب رفع النظام للشعارات الحماسية في القضايا التي تهم العالمين العربي والاسلامي ولاسيما قضية فلسطين، قد جعل قطاعا کبيرا من الشارعين العربي والاسلامي يثقان بهذا النظام ويعقدان الامال عليه.
لکن، ومع مرور الايام، تبين للعالمين العربي والاسلامي حقيقة مهمة وملفتة للنظر، وهي إن هناك تعارضا وتناقضا بين ما يقوله قادة هذا النظام وبين ما يفعلونه، ولعل تکرار شعارات من قبيل طريق القدس يمر عبر کربلاء وتارة أخرى يمر عبر صنعاء وأخرى عبر بيروت على سبيل المثال، بدأت تدفع الناس في إعادة تقييمها لهذا النظام وشعاراته السياسية والاخلاقية على حد سواء، ولاسيما بعد أن صار واضحا بأن قادة هذا النظام لا يکفون عن إستخدام أساليب الکذب والخداع بل وحتى إن الکذب من کثرة إستخدامه قد أصبح مثل العلکة في أفواههم.
يحرص قادة النظام الايراني على إطلاق سيل الاکاذيب والادعاءات الواهية خلال فترات التفاوض مع المجتمع الدولي والتي يسعون من خلالها التغطية على کثير من الامور ولأجل غايات وأهداف مختلفة، وإن الاکاذيب التي تم إطلاقها في المفاوضات التي سبقت الاتفاق النووي للعام 2015، لازالت ماثلة
للعيان ولاسيما عندما أعلن المرشد الاعلى للنظام وقبل أيام من توقيع الاتفاق 19 شرطا للموافقة على توقيع الاتفاق، ولکن تم التوقيع ولم يکترث أحد لهذه الشروط.
بنفس هذا السياق، وبعد أن صدع النظام الايراني ووليه الفقيه رٶس العالم برفضهم للتفاوض، لکنه في النتيجة سرعان ما بلعوا رفضهم وجلسوا صاغرين على کرسي التفاوض، واليوم وبعد تأكيد المبعوث الخاص للبيت الأبيض ستيف ويتكوف، أن الجولة المقبلة مع المحادثات مع إيران ستتناول التحقق من برنامج التخصيب و برنامج التسلح، فإن النظام الايراني وعلى الاسلوب المعروف والشائع عنه بممارسة
الکذب والخداع وإطلاق التصريحات المتشددة للتسويق الاعلامي فقط، فقد قال المتحدث باسم الحرس الثوري، علي محمد نائيني، في تصريحات يوم الثلاثاء الماضي ردا على المبعوث الامريکي، إن الأمن الوطني وقدراتنا الدفاعية خط أحمر لن يتم التفاوض بشأنها مطلقا ، كما شدد على أن الأمن القومي من
الخطوط الحمراء للبلاد التي لن يتفاوض عليها تحت أي ظرف، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية.
غير إن العالم تعود على أن يسمع التصريحات والمواقف المتشددة الصادرة من جانب النظام الايراني من دون أن يأخذها على محمل الجد، وهذا الموقف المتشدد سوف يتوضح وعما قريب بأنه مجرد هواء في شبك.
هناك مقطع شعري ودر فيه ومن الحب ما قتل لکن کثرة إستخدام قادة النظام الايراني للکذب وبشکل خاص المبالغة فيه، حتى لانجد مناصا من القول بأن: ومن الکذب ما أثار السخرية!