الفقر المدقع في ایران
موقع المجلس:
اصحی اطفال ایران تحت حکم نظام الملالي جوعي. وعندما يُصبح الجوع سياسة دولة، في بلد يُعدّ من أغنى دول الشرق الأوسط بالنفط والغاز، يعاني ملايين الإيرانيين من الجوع وسوء التغذية، خاصة الأطفال.
المثير للدهشة أنّ هذا الواقع المأساوي لم يَعُد يُخفى حتى على أعضاء البرلمان الخاضع لسلطة علي خامنئي، الذين بدأ بعضهم، رغم قيود الرقابة، في الاعتراف جزئياً بحجم الكارثة.
في تصريح بُثّ على قناة حكومية إيرانية يوم 12 أبريل 2025، قال عضو في لجنة الشؤون الاجتماعية في البرلمان خلال جلسة حضرها رئيس المجلس محمد باقر قاليباف:
“الفئات الأفقر من الشعب، من الشرائح الأولى إلى الثالثة، تعاني من نقص حاد في السعرات الحرارية، والبروتينات، والمغذيات الدقيقة… وقد أثّر هذا على نمو الأطفال: في الطول والوزن وحتى القدرة على التعلم”.
عندما يُصبح الجوع سياسة دولة
هذا ليس تقريرًا من منظمة حقوقية دولية، بل اعتراف مباشر من داخل النظام نفسه.
في إيران، لا يعود الفقر فقط إلى العقوبات، بل هو نتيجة مباشرة لسياسات اقتصادية فاسدة ينتهجها نظام ولاية الفقيه بقيادة خامنئي.
عائدات النفط لا تُصرف على الغذاء أو الصحة أو التعليم، بل تُهدر في تمويل الحروب بالمنطقة، وفي مشاريع عسكرية وأمنية لقمع الداخل، أو تُسرَق من قبل دوائر ضيقة مرتبطة بـ«بيت خامنئي».
منازل بلا خبز… ومليارات لتمويل القمع
عندما نتحدث عن “الشرائح الأولى إلى الثالثة”، نحن نتحدث عن نحو 20 إلى 30 مليون مواطن يعيشون تحت خط الفقر المدقع، بحسب الإحصائيات غير الرسمية.
ومع ذلك، يواصل النظام صرف مليارات الدولارات سنويًا على أذرعه العسكرية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، بينما الأطفال في القرى والمناطق المحرومة بإيران ينامون بلا عشاء.
الأطفال في إيران ضحايا الفساد قبل أي شيء آخر
وفقاً للتقارير، يعاني أطفال كثيرون في إيران من تأخّر في النمو، ضعف في المناعة، صعوبات في التعلم وحتى تشوّهات في الدماغ بسبب نقص المغذيات الأساسية.
هذا الجيل المهدد بالضياع، هو نتاج نظام اختار القمع والحرب بدل التنمية والعدالة.
خامنئي لا يعتذر… بل يختبئ
النظام لا يعترف بمسؤوليته، بل يرسل نوابه ليتحدثوا بلغة التبرير أو لإلقاء اللوم على الخارج. ومع ذلك، فإن هذه الاعترافات – ولو كانت محدودة – تُظهر أن النظام بدأ يشعر بالضغط الشعبي المتصاعد.
لكن الحقيقة تبقى أنّ جذور الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في إيران ليست في العقوبات، بل في قلب السلطة نفسها، في مؤسسة «الولي الفقيه» التي تجمع السلطة الدينية والسياسية والمالية في يد واحدة.
هل اقترب الانفجار الاجتماعي؟
مع اتساع الفقر، وتدهور الخدمات، وانتشار الغضب، يرى مراقبون أن المجتمع الإيراني بات أقرب من أي وقت مضى إلى انفجار اجتماعي كبير.
ليس من المستغرب إذًا أن تسعى السلطة إلى امتصاص الغضب عبر هذه التصريحات الإعلامية، لكنها لن تُنقذ النظام من محاسبة الشعب.
فالفقر لم يعُد قضية اقتصادية فقط… بل تحوّل إلى صفعة يومية على وجه نظامٍ فقد شرعيته بالكامل.