الدكتور أليخو فيدال-كوادراس
موقع المجلس:
عقب تحقيقات أوروبية واسعة، کشفت صحیفة«إل بيريوديکو» الاسبانیة عن أن النظام الإيراني يلجأ إلى الاستعانة بعملاء مرتزقة وأفراد من شبكات المافيا لتنفيذ هجماته على المعارضين في الخارج، في محاولة لإخفاء تورطه المباشر عبر وسطاء إجراميين.
کما بالاعتماد على تقريركشفت مصادر أوروبية عن توسيع نطاق التحقيقات بشأن محاولة اغتيال الدكتور أليخو فيدال-كوادراس، المؤسس لحزب “فوكس” ونائب رئيس البرلمان الأوروبي الأسبق، إلى عدة دول أوروبية بينها فرنسا، إيطاليا، وهولندا، وذلك في إطار سعيها للكشف عن الروابط المحتملة بين النظام الإيراني وهذه العملية.
ارهاب نظام الملالي
تواجه طهران موجة جديدة من الاتهامات الدولية بعد الكشف عن تفاصيل جديدة بشأن محاولة اغتيال الدكتور أليخو فيدال-كوادراس، أحد أبرز الشخصيات الأوروبية الداعمة للمعارضة الإيرانية. وبحسب ما أوردته صحيفة «إل بيريوديکو» الإسبانية، فإن السلطات القضائية في عدة دول أوروبية فتحت تحقيقات موسّعة بشأن تورّط النظام الإيراني في هذه العملية، التي شكّلت صدمة للرأي العام الأوروبي وأثارت تساؤلات جدية حول مدى تغلغل طهران في استهداف المعارضين على الأراضي الأوروبية.
ووفقًا للتقرير، فإن القاضي الإسباني سانتياغو بيدراز استدعى الدكتور فيدال-كوادراس للإدلاء بشهادته كضحية يوم 15 أبريل، في الوقت الذي قدمت فيه السلطات القضائية في باريس وأمستردام مستندات إلى المحكمة الوطنية الإسبانية تتعلق بمشتبهين لهم علاقة بالهجوم المسلح الذي استهدفه في 9 نوفمبر 2023 داخل منزله في مدريد.
وفي مقابلة صحفية، وجّه الدكتور فيدال-كوادراس اتهامًا صريحًا للنظام الإيراني بالوقوف وراء محاولة اغتياله، مشيرًا إلى أنه كان على “قائمة سوداء” لطهران بسبب دعمه الصريح لـ«المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية». وقال: «لا شكّ لديّ أن النظام الإيراني هو من أصدر أمر اغتيالي»، معتبرًا أن هذا الاعتداء يأتي في سياق سياسة ممنهجة لاستهداف المعارضين خارج البلاد نتيجة تنامي المعارضة الداخلية ضد النظام.
وكشفت الصحيفة أن عددًا من المشتبهين المرتبطين بهذه المحاولة قد أُلقي القبض عليهم، وعلى رأسهم مهراز أياري الذي اعتقلته الشرطة الهولندية في يونيو 2024 بينما كان يخطط لاغتيال صحفي معارض إيراني في مدينة هارلم. ومن بين شركائه سـامي بيكال، مغربي الجنسية، الذي يُعد العقل المدبر للعملية، إضافة إلى آخرين أُلقي القبض عليهم في دول أوروبية مختلفة.
وفي سياق متصل، أفادت الشرطة الفرنسية بتعرض مقارّ تابعة لـ«المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» لهجمات مسلحة نفذها عناصر على صلة بعصابات إجرامية منظّمة، إذ تم إطلاق النار على مكتب “سيما” في منطقة سانت-أوين-لو-أومون في مايو ويونيو 2023، مع محاولات لحرق المبنى. ورغم إلقاء القبض على المهاجمين، إلا أن السلطات الفرنسية لم تثبت صلة مباشرة لهم بالنظام الإيراني، معتبرة أنهم مجرّد مرتزقة مستأجرين.
كما تحقق السلطات الإيطالية في احتمالات وجود روابط بين هذه الشبكات الإجرامية والنظام الإيراني. وخلال مداهمة أمنية في هولندا، عثرت الشرطة على مبلغ 26 ألف يورو نقدًا في منزل شاهينز كاديد، الصديقة السابقة لسامي بيكال، والتي يُشتبه في تنسيقها للجوانب اللوجستية وسفر المنفّذين.
ويُعدّ «المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية» هدفًا دائمًا لهجمات النظام بسبب دوره المحوري في قيادة المعارضة المنظمة ضده. ويواصل القضاء الأوروبي تحقيقاته في هذا الملف، حيث من المتوقع أن تساهم شهادة الدكتور فيدال-كوادراس المرتقبة في الكشف عن خيوط إضافية تربط النظام الإيراني بتلك العمليات.
ويعكس هذا التقرير حالة التخبّط المتزايدة لدى النظام الإيراني في ظل تصاعد الاحتجاجات الداخلية، الأمر الذي يدفعه إلى تصعيد حملاته ضد المعارضين في الخارج، في مسعى يائس لإسكات الأصوات الداعية للتغيير.