صور لنشاط وحدات الانتفاضة داخل ایران
الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
في الوقت الذي يقوم فيه الملا خامنئي بإطلاق تصريحاته العنجهية الرافضة للتفاوض وإصراره على موقفه الصلف، فإن النظام من جهة أخرى يستجدون سرا إجراء المحادثات التي تضمن في نهاية المطاف بقاء وإستمرار النظام، في هذا الوقت يقوم الشعب الايراني بتصعيد نوعي في عملية النضال والمواجهة الثورية ضد النظام بطرق وأساليب مختلفة من أبرزها وأکثرها قوة وتأثيرا، العمليات الثورية ضد مراکز ومٶسسات النظام.
الشعب الايراني ومن خلال مقاومته الوطنية المعبرة عنه، دعا مرارا وتکرارا المجتمع الدولي الى قطع العلاقة مع هذا النظام وعدم إجراء أي محادثات معه لأنه وکما کان ولازال لا يمکن أن يلتزم ببنود تنهي طموحاته النووية والصاروخية المشبوهة الى جانب تدخلاته السافرة في بلدان المنطقة، وحتى إن المطالبة بوضع حد لسياسة الاسترضاء والمسايرة الغربية التي أثبتت عقمها وعدم جدواها، کان من أجل قطع الطريق على السبيل الذي يستمد النظام من خلاله قوة البقاء بوجه الشعب والمقاومة الايرانية، ولذلك فإن الشعب والمقاومة الايرانية لا يراهنان على العامل الخارجي کما فعل ويفعل النظام وإنما يواصلان طريق ذات الشوکة ضد النظام حتى إسقاطه.
بهذا السياق وفي تصعيد جديد يؤكد اتّساع نطاق المقاومة الشعبية ضد النظام الإيراني، نفذت وحدات الانتفاضة عمليتها العاشرة خلال عطلة بداية العام الإيراني الجديد ، عبر حملة واسعة شملت 74 حركة ثورية منسقة في 17 مدينة كبرى، تمثلت في توزيع تراكتات ثورية، وشعارات حائطية تحمل رسائل سياسية حاسمة ضد النظام بجناحيه: الشاه وخامنئي، وقد شملت العملية کلا من: طهران، كرج، مشهد،الأهواز، رشت، آبادان، قزوين، ساري، شهركرد، جرجان، خرمشهر، انزلي، بهشهر، سمنان، سبزوار، مسجد سليمان، إيرانشهر، وهذا ما يدل ويثبت الانتشار الجغرافي المنظم والمتصاعد للمقاومة ضد النظام الآيل للسقوط.
الجدير بالملاحظة في هذه العمليات هو إنها إتبعت تكتيك المقاومة في قلب الشارع، حيث قامت عناصر وحدات الانتفاضة بتوزيع مكثف للافتات، وتعليقها على الجدران والأعمدة والمراكز العامة، مع عرض شعارات ضوئية باستخدام الفيديو بروجيكتور في مواقع مختارة، رغم وجود رقابة إلكترونية وأمنية مشددة.، وقد تم تنفيذ هذه النشاطات بسرعة ودقة، وغالبا في ساعات الليل، ما أفشل قدرة النظام على الرصد أو الرد الفوري، وترك صدى واسعا بين الأهالي.
المستشف والمستخلص من تنفيذ العملية العاشرة هو إنها ليست مجرد رد فعل ثوري، بل إعلان سياسي واضح بأن الشعب الإيراني لا يريد استبدادا لا بثوب الشاه ولا بعباءة الملالي. فالمعادلة التي تفرضها وحدات الانتفاضة اليوم تقول بوضوح: لا مستقبل لإيران إلا في ظل جمهورية ديمقراطية تعددية تقوم على الحرية، المساواة، وحقوق الإنسان.
کما إن تزامن هذه العملية مع بداية العام الجديد يرمز إلى أن السنة الجديدة يجب أن تكون سنة القرار والمواجهة، لا سنة الانتظار والخوف. وهذه التحركات تؤكد أن الإيرانيين قد دخلوا مرحلة تحديد المصير التاريخي في مواجهة نظام ولاية الفقيه، ومن خلال هذه العمليات المتلاحقة، تثبت وحدات الانتفاضة أنها ليست فقط تعبيرا عن السخط، بل قوة منظمة تمتلك البديل السياسي الحقيقي، وتدافع عن مشروع إيران الحرة والديمقراطية.