صور لنشاط وحدات الانتفاضة في ایران
الحوار المتمدن-سعاد عزيزکاتبة مختصة بالشأن الايراني:
خطب وتصريحات التهديد والوعيد الصادرة من جانب الملا خامنئي ضد الولايات المتحدة تثير السخرية والتهکم البالغين لأنها عاجزة عن إقناع أحد بأن النظام الهش الآيل للسقوط في وضع يمکنه من محاربة قوة عظمى وتوجيه صفعات لها کما يزعم الملا خامنئي، خصوصا وإن الشعب الايراني قبل غيره قد تعود على الخطب والتصريحات الجوفاء والفارغـة لخامنئي وغيره والتي هي أشبه ما تکون ببالونات أو فقاعات وليس أکثر من ذلك، ومن دون شك فإن خامنئي ونظامه يحاولان إستجداء عطف الشعب الايراني الى جانب النظام في صراعه المشبوه من أساسه وذلك من أجل إبعاده عن مواجهته والسعي من أجل إسقاطه.
الاوضاع المتأزمة في إيران وما يواجهه الشعب من مصاعب ومشاکل کلها بسبب من النظام الحاکم الذي کان ولازال هدفه الاساسي هو تحقيق أهدافه المشبوهة وضمان بقائه وإستمراره، لکن الشعب الايراني الذي صار يعي جيدا کل ما قام ويقوم به هذا النظام الافاق، فإن عزمه يزداد أکثر من أي وقت مضى على السير قدما في طريقه لإسقاط الدکتاتورية الدينية البغيضة وإلحاقها بنظام سلفه الشاه وإقامة الجمهورية الديمقراطية ، ومن هنا فإن عملية الصراع والمواجهة التي يخوضها ضد النظام تشهد تصعيدا غير مسبوقا يدل على الحرص على إسقاط هذا النظام في أسرع وقت ممکن.
وبالسياق الذي تحدثنا عنه آنفا، وفي استمرار نوعي لمسار الانتفاضة الشعبية ضد نظام الولي الفقيه، أطلقت وحدات الانتفاضة حملة النوروز رقم 3، التي جاءت متزامنة مع عيد الطبيعة ونهاية عطلة رأس السنة الإيرانية. وقد شملت الحملة 65 عملية ثورية ميدانية في 13 مدينة، من بينها طهران، أصفهان، شيراز، كرمانشاه، همدان، جرجان، إيلام، كاشان، أردبيل، دزفول، ولاهيجان. وتميزت هذه المرحلة من الحملة بكثافة النشاطات وتنوعها وجرأتها في قلب المناطق الحساسة للنظام.
من المفيد هنا التنويه من إن وحدات الانتفاضة تحاول من خلال حملة النوروز رقم 3 إلى تحقيق جملة من الأهداف الاستراتيجية، تتجاوز الطابع الرمزي للأعمال الميدانية، لتترسخ كجزء من مشروع وطني شامل لإسقاط النظام. الهدف الأول يتمثل في كسر حاجز الخوف الذي فرضه نظام الولي الفقيه على المجتمع، وذلك عبر عمليات جريئة تنفذ في وضح النهار وفي مواقع حساسة، لإثبات أن يد القمع ليست مطلقة، وأن بإمكان الشعب تحديها.
والهدف الثاني هو نشر رسالة المقاومة البديلة في الأوساط الشعبية، من خلال كتابة الشعارات الثورية، وتوزيع المنشورات، وتعليق صور قيادة المقاومة، لإظهار أن النظام ليس قدرا محتوما، وأن هناك بديلا سياسيا حقيقيا متمثلا في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة مريم رجوي ومسعود رجوي. أما الهدف الثالث فهو إحياء الأمل لدى المواطنين، وتذكيرهم بأن النوروز هو ليس فقط عيد الطبيعة، بل مناسبة للتجديد السياسي والاجتماعي، وفرصة للانبعاث الثوري. وتسعى الوحدات أيضًا إلى تنظيم طاقات الشعب الغاضب وتوجيهها نحو العمل المقاوم، بدلا من الاقتصار على الغضب المنفلت أو الانتظار السلبي. وأخيرا، فإن هذه الحملة تأتي لتؤكد أن إسقاط نظام الولي الفقيه ليس أمنية، بل خطة عملية يجري تنفيذها ميدانيا، وأن العام 1404 ليس مجرد عام جديد، بل موعد انطلاقة نحو حرية حقيقية، ودولة ديمقراطية، بلا تاج وبلا عمامة