موقع المجلس:
أُعلن عن مقتل عنصر من قوات القمع التابعة للنظام الإيراني وإصابة اثنين آخرين بجروح، وذلك جراء هجوم مسلح استهدف دورية لقوات «الشرطة» في مدينة إيرانشهر. و یأتي هذ الهجوم المسلح في تصعيد جديد يعكس حالة الغليان الشعبي في محافظة سيستان وبلوشستان.
ووفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الحكومية إيرنا، فقد هاجم مسلحون مجهولون صباح الخميس، 27 مارس 2025، سيارة تابعة لقوى الأمن في شارع «وادي رحمت» بمنطقة «چاه جمال» في إيرانشهر، مما أدى إلى مقتل أحد عناصر قوات القمع المعروفة بـ«الشرطة» وإصابة اثنين آخرين.
من جهته، أفاد موقع «حال وش» المحلي أن الهجوم استهدف تحديدًا مركبة تابعة لمركز الشرطة رقم 12، مؤكدًا أن العملية جاءت في سياق تصاعد التوترات الأمنية والرفض الشعبي المتزايد للنظام في الإقليم.
تمييز ممنهج وظروف معيشية متدهورة
تُعد محافظة سيستان وبلوشستان من أفقر وأكثر المناطق تهميشًا في إيران، وهي ذات غالبية سنيّة، تتعرض منذ عقود إلى تمييز طائفي وهيكلي واضح من جانب النظام الإيراني، الذي يحرم السكان من حقوقهم الأساسية في التنمية والتعليم والرعاية الصحية.
ويعاني المواطنون في هذه المحافظة من نسب بطالة مرتفعة، وبنية تحتية متهالكة، وتجاهل حكومي شامل، ما دفع شباب المنطقة إلى التمرد ضد هيمنة النظام وسياساته القمعية.
السخط الشعبي وقمع النظام
يُنظر إلى مثل هذه الهجمات على أنها ردود فعل على سياسة القمع الوحشي التي ينتهجها النظام الإيراني، خصوصًا بعد المذابح التي ارتُكبت بحق المصلّين والمتظاهرين السلميين في زاهدان ومناطق أخرى من بلوشستان خلال العامين الماضيين.
وقد أقدم النظام على هدم منازل المواطنين البلوش، وشنّ حملات اعتقال عشوائية، وإعدام المئات من أبناء هذه المنطقة، مما أجّج مشاعر الغضب والانفجار الاجتماعي ضد الحاكمين.
وفي ظل هذه الأوضاع، يرى مراقبون أن الهجمات ضد مراكز القمع ليست سوى تعبير عن الانفجار الاجتماعي في وجه نظام يكرّس الاستبداد والطائفية ونهب الثروات، في وقت يعاني فيه أبناء بلوشستان من الفقر والحرمان.